تكنولوجيا وأمن معلومات
ما الذي يعجز عنه الذكاء الاصطناعي؟
رغم التقدم الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي وقدرته على تحليل البيانات وإنجاز المهمات المعقدة، إلا أنه لا يزال يواجه صعوبة في تنفيذ مهمات بسيطة تبدو بديهية للبشر، مثل معرفة الوقت وقراءة التقويم. دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة «إدنبرة» التي تتخذ من اسكتلندا مقراً لها، ونُشرت على منصة «أركايف» (arXiv)، كشفت عن محدودية نماذج الذكاء الاصطناعي في تفسير البيانات الزمنية، ما يثير تساؤلات حول إمكاناتها في التطبيقات التي تعتمد على الدقة الزمنية.
تفاصيل الدراسة
اختبر الباحثون سبعة نماذج من نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، من شركات رائدة مثل «شات جي بي تي ــ 4o» من «أوبن إيه آي» و«جيميناي» من «غوغل» و«كلود» من «أنثروبيك»، و«لاما» من «ميتا»، والنموذج الصيني «كوين 2» من علي بابا و«ميني سي بي إم» من «مودل بيست». وتضمنت الاختبارات صوراً لساعات جدارية مختلفة، بعضها بأرقام رومانية وأخرى من دون عقرب الثواني، إلى جانب تقاويم تعرض الأيام والأشهر لعقدٍ من الزمن.
نتائج الاختبارات
عند مطالبة النماذج بتحديد الوقت من صور الساعات، تمكنت من الإجابة بشكل صحيح في أقل من 25% من الحالات. كما وجدت صعوبة في التعرف إلى الساعات ذات التصاميم غير التقليدية أو العقارب غير الواضحة. أما في اختبار التقويم، فقد واجهت معظم النماذج تحديات في الحسابات الزمنية، مثل تحديد عدد الأيام بين تاريخين، إذ بلغت نسبة الأخطاء حوالى 20%. ومع ذلك، تفوّق نموذج «جيميناي» في قراءة الساعات، بينما سجل «شات جي بي تي -4o» أفضل أداء في تفسير التقاويم، محققاً دقة تصل إلى 80%.
تحليل وتفسير
يعتقد الباحثون أن الصعوبات التي تواجهها نماذج الذكاء الاصطناعي في هذه المهمات تعود إلى الحاجة إلى قدرات معرفية متقدمة تجمع بين التمييز البصري الدقيق والتفكير العددي المنطقي. فالقدرة على قراءة الساعة تتطلب تفسير زوايا العقارب بدقة، بينما يتطلب التعامل مع التقويمات حسابات زمنية معقدة.
تداعيات الدراسة
يرى أحد مؤلفي الدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة «إدنبرة»، روهيت ساكسينا، أن هذه النتائج تكشف عن فجوة واضحة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ مهمات زمنية أساسية، وهو ما قد يؤثر في تطبيقاته في مجالات مثل الجدولة والأتمتة والتكنولوجيا المساعدة. ويضيف ساكسينا: «قد يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدتك في أداء واجباتك المدرسية، لكنه ليس الخيار الأمثل لإدارة مواعيدك النهائية».
تكشف هذه الدراسة عن تحدٍ جديد أمام مطوّري الذكاء الاصطناعي، يتمثل في الحاجة إلى تعزيز قدراته على إدراك الزمن، وهو عامل أساسي في عدد من التطبيقات الواقعية. ورغم التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، لا يزال أمامه طريق طويل ليتمكن من منافسة البشر في المهمات التي تبدو لنا بديهية.
نقلًا عن صحيفة الأخبار
إقرأ المزيد في: تكنولوجيا وأمن معلومات
19/03/2025
ما الذي يعجز عنه الذكاء الاصطناعي؟
18/03/2025