إنا على العهد

تكنولوجيا وأمن معلومات

الذكاء الاصطناعي وخطره على التوازن البيئي العالمي
15/03/2025

الذكاء الاصطناعي وخطره على التوازن البيئي العالمي

مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تتصاعد على خط موازٍ المخاوف البيئية المرتبطة بهذه التكنولوجيا، خاصة في ما يتعلّق باستهلاك المياه، إذ تحتاج مراكز البيانات التي تشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى كميات هائلة من المياه لتبريد الأجهزة وضمان عملها بكفاءة.

كيف تستهلك مراكز البيانات المياه؟
تعمل مراكز البيانات، التي تضم الخوادم الضخمة اللازمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، في بيئات تتطلب تبريدًا مستمرًا يُحقّق عبر أبراج التبريد التي تعتمد على تبخير كميات كبيرة من المياه للحفاظ على درجة حرارة مناسبة للأجهزة.

وبحسب تقرير "غوغل" البيئي لعام 2024 (Google 2024 Environmental Report)، فإنّ مراكز بيانات "غوغل" وحدها استهلكت 6 مليارات غالون من المياه عام 2023، وهي كمية تكفي لري 41 ملعب غولف. أما في مراكز بيانات "مايكروسوفت" في الولايات المتحدة، فقد تبخّر نحو 700 ألف ليتر من المياه العذبة فقط خلال تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي "GPT-3"، وهي كمية تكفي لإنتاج 370 سيارة "BMW" أو 320 سيارة "تيسلا" كهربائية.

نقص المياه بسبب الذكاء الاصطناعي
تشير تقارير نشرتها مجلة العالم (The World Magazine) إلى أنّ مدنًا عدة حول العالم، مثل كاليفورنيا وأريزونا في الولايات المتحدة، وهولندا في أوروبا، والهند في آسيا، بدأت تعاني من نقص متزايد في المياه، والذي يربطه الخبراء بانتشار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

وفيما يتعلّق بالهند، نشر موقع مجلة تحليلات الهند (Analytics India Magazine) أنّ مدينة بنغالور، المعروفة بـ "وادي السيليكون الهندي"، تشهد نقصًا حادًا في المياه يصل إلى 500 مليون ليتر يوميًا، في حين تستهلك مراكز البيانات هناك 26 مليون ليتر من المياه لكل ميغاواط سنويًا، أي ما يعادل 1.4 مليار ليتر يوميًا، وهو رقم يعادل استهلاك 41,900 أسرة في المدينة.

كمية المياه المستهلكة لكل محادثة
وعلى خطٍ موازٍ، أظهرت دراسة أجرتها صحيفة "واشنطن بوست" بالتعاون مع "جامعة كاليفورنيا" أنّ كل محادثة مكونة من 5 إلى 50 سؤالاً مع "ChatGPT" تستهلك نحو 500 ملليليتر من المياه. وإذا استخدم واحد من كل 10 أشخاص في الولايات المتحدة "ChatGPT" لكتابة بريد إلكتروني واحد أسبوعيًا، فإن ذلك سيؤدي إلى استهلاك 435 مليون ليتر من المياه سنويًا.

مستقبل استهلاك الطاقة والمياه
ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة (International Energy Agency)، فإنّ استهلاك مراكز البيانات للطاقة بحلول عام 2026 قد يصل إلى مستويات تتجاوز استهلاك دول كبرى. وبالنظر إلى أن كل كيلوواط/ ساعة من استهلاك الطاقة يمكن أن يؤدي إلى تبخير 9 ليترات من المياه، فإن التوقعات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي سيستهلك 6.6 مليارات متر مكعب من المياه بحلول عام 2027.

الذكاء الاصطناعي وثمنه البيئي
مع هذه الأرقام المتزايدة، يتضح أنّ الذكاء الاصطناعي لا يأتي من دون تكلفة بيئية عالية. فبينما يساعد في تحسين الإنتاجية والابتكار، فإنه يسهم في استنزاف موارد المياه الشحيحة عالميًا. ومع استمرار توسع الشركات في بناء مراكز بيانات جديدة، يصبح البحث عن حلول مستدامة لتقليل استهلاك المياه أمرًا ضروريًا للحفاظ على توازن بيئي عالمي.

المياهالذكاء الاصطناعي

إقرأ المزيد في: تكنولوجيا وأمن معلومات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة