مقالات مختارة
لعبٌ على حافة الهاوية
عماد مرمل- صحيفة "الجمهورية"
ما بين ولادة اتفاق وقف إطلاق النار والمراحل التطبيقية المتعثرة له، يمرّ لبنان في مرحلة انتقالية صعبة ودقيقة، تتطلّب أعلى درجات الحكمة والحنكة في التعامل معها لعبورها بسلام إلى ضفة تثبيت الإستقرار.
تشتد الضغوط السياسية والعسكرية على الدولة اللبنانية لدفعها إلى اعتماد مسارات محفوفة بالمخاطر، خصوصاً على مستويَي محاولة استدراجها إلى ترتيبات معيّنة مع الكيان الإسرائيلي تقترب من حدود التطبيع، ودفعها إلى معالجة ملف سلاح «حزب الله» تحت ضغط التهويل بتجديد الحرب الواسعة، وسط انقسام داخلي حاد عكسته مواقف بعض القوى السياسية.
وضمن هذا السياق، رفع عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني سقف الخطاب السياسي لـ«القوات اللبنانية»، عبر دعوته صراحةً الجيش إلى نزع سلاح «حزب الله» بالتراضي أو بالقوة، حتى لو أدّى ذلك إلى وقوع مواجهة بينه وبين الحزب، «وإلّا ستُلزَّم هذه العملية للإسرائيلي جنوباً والسوري شرقاً».
ومن الواضح أنّ الخطاب المشار إليه يذهب في مخاطرة اللعب على حافة الهاوية إلى الحدود القصوى، مفترضاً أنّ اللحظة الحالية تنطوي على الفرصة الأنسب لفرض وقائع جديدة وتغيير موازين القوى الداخلية مع الحزب، في ظل زخم خارجي كبير، خصوصاً أميركي، يحظى به هذا المشروع.
وقد أبلغ مصدر رسمي إلى «الجمهورية» استغرابه موقف «القوات» الذي عكسه حاصباني، لافتاً إلى أنّه «إذا كانت الخصومة السياسية مشروعة ومفهومة على وقع الخلاف الحاد حول مصير السلاح، إلّا أنّها يجب أن تبقى محكومة بضوابط، ولا ينبغي أن تصل مفاعيلها إلى حيث وصل النائب «القواتي» في طرحه».
ويُحذِّر المصدر من أنّ مطالبة الجيش بمواجهة «حزب الله» عسكرياً هي ليست سوى دعوة إلى حرب أهلية، ووصفة نموذجية لفتنة داخلية من شأنها أن تُدخِل لبنان في نفق المجهول، لا في ممرّ الحلول.
ويلفت المصدر إلى أنّ ما تطلبه «القوات» من الجيش يفوق طاقته على التحمّل، معتبراً أنّ حضّه على نزع سلاح الحزب ولو باستخدام القوة العسكرية هو طرح لا يأخذ في الحسبان حساسية تركيبته ربطاً بخصوصية الواقع اللبناني المستند إلى توازنات مرهفة، تنعكس على مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة العسكرية.
بناءً عليه، يُنبِّه المصدر إلى أنّ مَن يدفع الجيش في اتجاه التقاتل مع أحد المكوّنات اللبنانية إنّما يُغامر بتهديد وحدته وتعريضه إلى الإنقسام، بمعزل عمّا إذا كانت هذه المغامرة غير المحسوبة ستؤدّي أصلاً إلى نزع السلاح أم لا.
ويُشير المصدر إلى أنّ «القوات» التي خاضت تجربة القتال بينها وبين الجيش، واختبرت تداعياتها على المجتمع المسيحي والمؤسسة العسكرية، يُفترض أن تكون آخر مَن يمكن أن يدعو إلى استنساخ تلك التجربة في مقاربة إشكالية داخلية راهنة، وذلك استناداً إلى الدروس والعِبَر المستخرجة منها.
وينقل المصدر عن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تحذيره، عندما كان قائداً للجيش، من أنّ أي مواجهة مسلّحة مع «حزب الله» ستؤدّي إلى حرب أهلية، ما يُبيِّن تحسّسه بمحاذير الإنزلاق إلى مثل هذا الأمر.
إقرأ المزيد في: مقالات مختارة
25/03/2025
لعبٌ على حافة الهاوية
25/03/2025
في عصر الترامبية... المطارات فرع أمن!
24/03/2025
في بلادنا سلطة معجبة بتجربة محمود عباس
20/03/2025
أميركا مُخبر رقمي في خدمة "إسرائيل"
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم محيط جامعة القدس المفتوحة في نابلس
منتخب لبنان لكرة القدم يفوز على بروناي 5 - 0 في افتتاح التصفيات التكميلية المؤهلة لبطولة آسيا 2027
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تحطم سيارة إسعاف وتعتدي على طاقمها المسعفين من المكان
اليمن| العدو الأميركي يعاود استهداف مديرية سحار في محافظة صعدة بثلاث غارات
حماس: ندعو شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم للنفير العام الجمعة والسبت والأحد دفاعًا عن غزة والقدس ورفضا لجرائم الاحتلال وداعميه
مقالات مرتبطة

عن متلازمة "مش هينة تكون قوّات": الأعراض والمؤشّرات

جعجع وحلم الرئاسة الضائع

مشتركات "الرفيقين جيم - جيم".. من يدفع الفاتورة الكبيرة؟

قناة الـMTV تُضبط مجدّدًا بالجرم المشهود!

خطاب "الإلغاء": وهمٌ يستقوي بالمتغيّر الإقليمي..

وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية في تونس ضدّ العدوان الصهيوني

هيئة أبناء العرقوب ترد على شينكر: مزارع شبعا ليست ملكًا لك ولا لغيرك وستبقى لبنانية

وبعدين؟!
عز الدين: المقاومة لن تسمح بترسيخ معادلات جديدة يريد أن يفرضها العدو
