مقالات مختارة
تشييع مليوني للشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين.. عهد الوفاء للمقاومة نهجاً وخياراً وشهداء
صحيفة البناء - معن حمية*
الثالث والعشرون من شباط 2025، يوم تشييع الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين القائدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين، لم يكن يوماً عادياً في تاريخ لبنان والأمة والعالم، بل يوم استثنائي شهدته عاصمة المقاومة ـ بيروت وضاحيتها، فتزيّن التاريخ بفيض الوفاء لشهادة الدم التي هي أزكى الشهادات.
القائدان نصرالله وصفي الدين استُشهدا وهما على رأس مقاومة تخوض حرباً مع كيان الاغتصاب الصهيوني. ولذلك أتى مشهد تشييعهما، بحشده المليونيّ مباغتاً الأعداء والخصوم، وباثّاً في نفوس المقاومين كلّ معاني الفداء والعطاء والبذل.
أتى المشهد الجامع لكلّ قوى المقاومة، التي ملأت راياتها الساحات، مشهداً حاملاً الكثير من الدلالات: أبرزها تجلّت خلال هذا اليوم ـ الحدث بمشاركة الناس بأعداد ضخمة في التشييع، لتعبّر عن إرادة مصمّمة على تجديد عهد الوفاء للمقاومة، نهجاً وخياراً وشهداء، ولتؤكد على انتصار الدم وقهر ترسانة العدو الحربيّة وكسر عنجهيته.
ومن دلالات المشهد التي يجب التوقف عندها، أن المؤمنين بالمقاومة والمتمسكين بها سبيلاً وحيداً للتحرير والدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة، لن يتراجعوا عن إيمانهم مهما كانت التضحيات. وقد جاء حشدهم المهيب ليسقط كلّ السرديّات التي روّجت أكذوبة فقدان المقاومة قوتها وحاضنتها. كما أنّ الحشد الضخم أسقط أوهام اليوم التالي، الذي انتظره مناهضو المقاومة بهدف الانقضاض عليها لكونها تشكل واحدة من أهم عناصر قوة لبنان.
في 23 شباط 2025، ارتفعت قبضات الحشود الغفيرة، وصدحت حناجرهم بهتاف “إنّا على العهد” ثابتون ومستمرّون. ومع هذا المشهد انقلب السحر على الساحر، وتبدّدت السرديات المقيتة، فسارعت طائرات العدو الصهيوني إلى شنّ غارات وهميّة على علو منخفض، وفعليّة على أكثر من منطقة لبنانيّة، في انتهاك سافر لسيادة الدولة، على مرأى ومسمع الدول الراعية لوقف إطلاق النار.
في 23 شباط 2025، حضر الشهيد القائد، أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، بابتسامته ومآثره ومواقفه ووعده الدائم بالنصر، فملأ المشهد عزة وإباء. كيف لا وهو الذي كان على الدوام، يؤكد بأن زمن الهزائم قد ولّى، وأن زمن الانتصارات آتٍ لا محال. وحضر أيضاً مَن سيتابعون مسيرة الصراع ليلقوا على الشهيد نظرة السلام، ويعاهدونه على أنّ سِلمنا هو أن يسلّم أعداؤنا بحقنا الكامل غير المنقوص بحياة كريمة وسيادة قومية حقيقية.
في وادع الشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين، ثبّتت فلسطين نفسها بوصلة للمقاومين على تباين ألوان راياتهم. وحضر طيف كلّ شهداء المقاومة، قادة ومناضلين، فارتسم أفق جديد يدلّ على أن المواجهة مع عدونا الوجوديّ مفتوحة على كلّ الاحتمالات والخيارات. فالعهد الذي قطعه الأوفياء يقابله وعد بالاستمرار على النهج حتى التحرير وزوال الاحتلال وكنسه عن أرضنا المحتلة كافة.
التشييع المهيب وفاء للشهداء وتضحياتهم، حمل في مضامينه رسائل ميدانية وسياسية على قدر كبير من الأهمية، فحواها “مقاومة مقاومة، بالنار لا مساومة”، وتأكيد على ما أكده عزيز المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله حين قال: “نحن لا نهزم، عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر».
*عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي
السيد حسن نصر االلهتشييع سيد شهداء الأمة
إقرأ المزيد في: مقالات مختارة
13/03/2025
لماذا أُسقط دور «اليونيفل» في الجنوب؟
12/03/2025
أميركا تُدخل لبنان في مغامرة التطبيع
12/03/2025
الوجبة الأميركية الإسرائيلية المسمومة
11/03/2025
«الجزيرة» لم ترتوِ من الدم السوري
10/03/2025
الإعلام "الثوري" متل الأطرش بالزفّة!
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تعتقل معلمة مدرسة بعد اقتحام منزلها بمدينة البيرة
لبنان| رسامني عدّل بعض التكليفات في المديرية العامة للطيران المدني
أوكرانيا| 296 هجومًا روسيًا على مقاطعة زابوروجيا بينها 147 بمُسيّرات خلال 24 ساعة الماضية
إيران| عراقتشي: الأوروبيون لعبوا دور الوسيط الجيد خلال المفاوضات السابقة ويمكنهم فعل ذلك الآن
إيران| عراقتشي: التفاوض غير المباشر ممكن والأهم توفر الإرادة للتفاوض والتوصل لاتفاق عادل في ظروف متكافئة
مقالات مرتبطة

من مكان وديعة سيد شهداء الأمة في روضة الشهيديْن

عن الثائر الأممي: السيّد حسن نصر الله

في نينوى.. معرض فني عن قادة النصر والمقاومة

بالصور| ختمية قرآن في مرقد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله

بالفيديو| حزب الله يتقبّل التعازي والتبريكات بالشهيدين السيدين في النبطية

رسالة شكر من الأمين العام لحزب الله إلى أهل الوفاء وحملة الراية

الشيخ دعموش في المؤتمر الختامي للجنة مراسم التشييع: شعب المقاومة لا يُكسَر

اللجنة العليا لمراسم تشييع سيد شهداء الأمة والسيد الهاشمي تعلن الجمعة اختتام نشاطاتها

"الله معك يا سيّد"
