بلدية حارة حريك.. أداءٌ مسؤول مقابل تحديات ضخمة

على مدى 10 سنوات، عاشت البلديات في لبنان واقعًا صعبًا؛ بل خانقًا. حوصرت بأزمة مالية لم تعهدها البلاد سابقًا، ثمّ اختبرت امتحان "كورونا" إلى أن عاشت وعملت تحت ضغط العدوان "الإسرائيلي" الأخير. هي تحديات استثنائية، جعلت البلديات تصطدم بمعوّقات وموانع تحول دون أداء مهامها. هذا الواقع أعجز بعض البلديات، في حين تصدى البعض الآخر وحاول أن يخلق من الضعف قوّة، وأن يلتفّ على جميع العوائق للقيام بمسؤوليّاتها تجاه المواطنين.

في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري، يستعرض نائب رئيس بلدية حارة حريك المهندس أحمد حاطوم أبرز ما أُنجز، خلال الولاية التي امتدّت من العام 2016 حتى العام 2025، مُعنونًا المرحلة بالقول: "استطعنا أن نبني ونصمد في أصعب الظروف".

 

 

مشاريع استراتيجية

يؤكّد حاطوم أنَّه: "على الرغم من الأزمات المتلاحقة، استطعنا أن ننجز مشاريع استراتيجية ومهمة. ولعلّ في مقدّمتها شراء عقاريْن بمساحة 908 أمتار مربع، قبل الأزمة المالية، ما سمح لنا بإنقاذ أموالنا بطريقة استراتيجية". ويضيف: "كنا نعمل على إقامة مركز للتنمية الشاملة والمستدامة يتضمن مركز دعم تكنولوجيًا، تربويًا وأسريًا، ومرافق أخرى. لكن- مع الأسف- توقفت هذه الخطط بسبب الوضع الاقتصادي؛ لأن التكلفة هي نحو 3 ملايين دولار".

السلامة العامة والمخالفات

على صعيد معالجة المخالفات في المنطقة، يُبيّن نائب رئيس بلدية الحارة أنَّ دائرة الشرطة أنجزت أكثر من 12440 محضرَ سيْر، إزالة 209 أكواخ وأكشاك، إزالة 173 مخالفة بناء، إزالة 557 بسطة وعربة. ويوضح أنَّ جهاز التفتيش الصحي يزور كل منشأة غذائية، في نطاق البلدية، مرة إلى 4 مرات سنويًا بناءً على وضعها للتأكد من التزامها بالمعايير الصحية، لافتًا إلى أنَّ البلدية تنتهج أسلوبًا إصلاحيًا أكثر من الأسلوب العقابي، ونادرًا ما ننشر أسماء المؤسسات المخالفة حفاظًا على أرزاق الناس.

أما عن مركز الدفاع المدني، فيقول حاطوم: "سجلنا 3503 عمليات إطفاء، 3383 عملية إسعاف، و174 عملية إنقاذ، وكلها بإمكانات محدودة جدًا؛ خاصة بعد الانهيار المالي. ومع ذلك، نعمل بإيمان كبير وبهمة فرق الدفاع المدني".

 

 

جائحة "كورونا"

تجربة "كورونا" كانت متعبة بالنسبة إلى البلدية. هنا يذكر حاطوم أنّ:َ "كورونا" كانت تحديًا كبيرًا، إذ أصيب ضمن نطاق منطقتنا  100 ألف شخص". ويضيف: "واجهنا الوباء بإمكانات متواضعة وبفريق بلدي محدود. الشرطة البلدية، إلى جانب مركز الرعاية الصحية الأولية، كانوا في الصفوف الأمامية، عملوا داخل البيوت وخارجها، أمّنوا العلاج والغذاء وأجهزة التنفس، وتابعوا حالات الحجر لأكثر من سنتين متواصلتين".

 

 

الأنشطة الثقافية والتعليمية

على المستوى التربوي والثقافي، يشير حاطوم إلى أنَّ: "بلدية حارة حريك كانت أول بلدية في لبنان تطلق مشروع الإرشاد والتوجيه الأسري. وهو استجابة مباشرة لحاجة مجتمعية متزايدة بسبب الأزمات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية". ويوضح أنَّ: "البلدية هدفت من هذا المشروع تعزيز الأمن الاجتماعي في المجتمع". ويذكر أنَّ مركز الإرشاد والتوجيه الأسري نظّم 311 محاضرة وورشة، أفاد منها أكثر من 20800 شخص. أما عن الأنشطة الثقافية؛ فقد نظّم مركز المطالعة والتنشيط الثقافي 2277 نشاطًا واستقطب 242899 زائرًا. كذلك أعارت مكتبة المركز 56409 كتب من أصل أكثر من 20000 كتاب لأكثر من 10000 مشترك.

 

العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية

أما عن دور البلدية خلال العدوان الصهيوني على لبنان وتحديدًا في منطقة الضاحية الجنوبية، يشدّد حاطوم على أنَّ: "حارة حريك كانت في قلب الاستهداف، حيث دمّر العدو أكثر من 118 مبنى كليًا، و265 آخرين متضررين جزئيًا، أي ما يزيد عن 6000 وحدة سكنية باتت بحاجة إلى ترميم أو إعادة بناء". ويشير إلى أنَّ "البلدية عملت على فتح الطرقات بالتزامن مع عودة الناس، وهي تعمل اليوم على رفع الركام الأمر الذي يحتاج إلى شهريْن للانتهاء منه، وتننظر مرحلة إعادة الإعمار لتواكبها".

 

نقاط القوة والتحديات

يذكر حاطوم أنَّ من أبرز التحديات هو رفع مستوى الجباية، فالبلدية لا تملك إلا الجباية موردًا ماليًا، ويرى أنَّ نسبة الجباية جيدة نسبيًا، حيث يسدّد 50% من المواطنين رسومهم. ويشير إلى أن الأزمة المالية أثرت، بشكل مباشر، على البلديات؛ لأنها أفقدتها الكثير من الكوادر بسبب الفروقات في الأجور.

أما عن نقاط القوة، فيلفت إلى أنَّ لدى البلدية مراكز استراتيجية يجب حمايتها وتطويرها، مثل:
- مركز الرعاية الصحية الأولية
- مركز التدريب والتأهيل المهني
- مشروع ثمار
- مركز المطالعة والتنشيط الثقافي
- نادي بلدية حارة حريك
- المفرزة الصحية
- مركز الدفاع المدني

ومن تجربته في العمل البلدي لمدة 25 عامًا، يوصى حاطوم المجلس الجديد بضرورة الحفاظ على هذه المؤسسات وتطوير الجباية وتعزيز فريق العمل الموجود. ويؤكد، في الختام، أنَّ "المهمة كبيرة أمام المجلس الجديد؛ ونحن سنبقى إلى جانبهم، في هذه المسيرة، ونشدّ على أيديهم لأنهم تحملوا المسؤولية بهذه الظروف".

جبل لبنانالانتخابات البلدية والاختيارية 2025حارة حريك

إقرأ المزيد في: خاص العهد