خاص العهد
جمع الكمأة في البادية السورية: طريق الموت القهري
دمشق ـ محمد عيد
لم يكن الموسم الوفير للكمأة في البادية السورية فأل خير على أولئك الساعين وراء لقمة عيشهم، والتي باتت ملطخة بالدماء، فحقول الكمأة المتواجدة في البادية السورية حوّلها ارهابيو "داعش" إلى كمائن مفتوحة، يدخلها السوريون الباحثون عن الرزق قهراً وعلى وجل، ومع ذلك يبقى الموت على يد "داعش" بالنسبة لهم أهون بكثير من التسول على قارعة الطرقات، فالأفواه الجائعة التي تنتظر رب أسرتها المعتاش على بيع الكمأة، ربما تقتات على خبر مفجع قد يأتي من البادية السورية في أية لحظة.
كمأة بمذاق الموت
يؤكد المحلل السياسي محمد علي أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يقوم تنظيم "داعش" الإرهابي بإهراق الدماء على ثرى البادية السورية، مشيراً إلى أنه يستغل حاجة الأهالي للحصول على نبتة الكمأة التي تباع في بقية المحافظات السورية بأسعار جيدة، فينصب لهم الكمائن مستفيدا من المساحات الشاسعة للبادية، والتي تمكنه من التخفي والانقضاض على ضحاياه من جامعي الكمأة بعد استطلاع المكان جيداً.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار علي إلى إحصائية تقديرية وغير نهائية حصل عليها من وزارة الصحة السورية عن ضحايا "داعش" من جامعي الكمأة خلال ما مضى من شهر رمضان المبارك لهذا العام تتحدث عن استشهاد سبعة وأربعين مواطناً سورياً.
من بين ضحايا "داعش" من جامعي الكمأة في البادية السورية أربع نساء وطفل ونحو خمسة وعشرين آخرين أصيبوا بجراح أثناء بحثهم عن الكمأة التي تشهد موسماً وفيراً لهذا العام مع هطول الأمطار بكثرة، حيث يباع الكيلو غرام الواحد منها بمبلغ خمسين ألفاً فيما كانت تباع سابقا وفي المواسم العادية بأضعاف هذا المبلغ.
ولفت علي في حديثه لموقعنا إلى أن الكمين الأكثر دموية الذي نصبه ارهابيو "داعش" للباحثين عن الكمأة في البادية كان في شباط/ فبراير الماضي ببادية السخنة في ريف حمص الشرقي، حيث ارتقى ثلاثة وخمسون شهيداً قضوا بنيران الأسلحة المتوسطة والخفيفة لإرهابيي التنظيم، حيث أطلقت عليهم النيران من مسافة قريبة جدا، وبعضهم تم إعدامه ميدانياً برصاصات في الرأس بعد وقوعه في الأسر فيما لا يزال الكثيرون في عداد المفقودين بعدما انقطع الاتصال بهم.
نشاط "داعش" بمباركة الاحتلال الأمريكي
من جهته يؤكد الخبير العسكري العميد علي خضور أن حملات الجيش السوري والقوات الرديفة بمساعدة الطيران الروسي ضد إرهابيي "داعش" في البادية السورية لم تتوقف وتأخذ طابعا دوريا وقد تكثفت بشدة إبان "مجازر الكمأة".
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت العميد خضور إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يملك قدرات خارقة، ولكنه يستمد من قوات الاحتلال الامريكي كل أنواع الدعم اللوجستي والمباشر لكي يبقى على استعداد دائم لاستنزاف الجيش السوري، واستدراجه إلى عمق البادية السورية عن طريق استهداف المدنيين العزل من جامعي الكمأة، وما يعقب ذلك من قيام الجيش السوري بمطاردة المهاجمين الذين يتخفون في الكهوف والمغاور الموجودة في قلب البادية أو يسيرون على الطريق الذي رسمته لهم قوات الاحتلال الأمريكي ذهاباً وإياباً.
وشدد الخبير العسكري على أن قاعدة التنف الواقعة في مثلث الحدود السورية ــ الأردنية ــ العراقية تشكل نقطة انطلاق لارهابيي "داعش" وبقية الفصائل الإرهابية المرتبطة بقوات الاحتلال الأمريكي، من أجل استهداف المدنيين الآمنين ممن يجمعون الكمأة، ومن العابرين على الطرق السريعة في كثير من الأحيان ومن الرعاة كذلك، والغاية هي استفزاز الجيش السوري واستدراجه امعانا في استنزافه، فمرتكب مجازر الكمأة ليس التنظيم الإرهابي وحده، بل من يرسله ويرسم له الخطط، ويجعل من قواعده غير الشرعية في سوريا منطلقاً له لارتكاب الجرائم بحق الآمنين.
إقرأ المزيد في: خاص العهد
التغطية الإخبارية
بوتين: العلاقات بين روسيا وفنزويلا وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية
حماس: نتنياهو ما زال يتهرب من استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار من أجل البقاء في الحكم
حماس: توجه الوفد المفاوض برئاسة خليل الحية إلى القاهرة لمتابعة تطوّرات ملف المفاوضات واتفاق وقف إطلاق النار
فلسطين المحتلة| قوات العدوّ تعتقل 3 شبان عقب دهم منزل في حارة قاقون بمخيم طولكرم
لبنان| محافظ النبطية عرضت مع قائد القطاع الشرقي في اليونيفيل أوضاع البلدات الجنوبية
مقالات مرتبطة

نتيجة الصقيع.. أضرار كبيرة تضرب المزروعات في الهرمل

وزير الزراعة أطلق عملية توزيع بطاقة المزارع في محافظة النبطية

افتتاح مركز تربية الأسماك في عنجر بعد إعادة تأهيله

وزارة الزراعة تباشر تسليم بطاقة المزارع

وزير الزراعة: 70% من القطاع الزراعي تضرر بشكل مباشر أو غير مباشر

القوات السورية تصدت لهجوم افتراضي معاكس للعدو وتمكنت من تكبيده خسائر فادحة
