آراء وتحليلات
لا زيارات خارجية للشرع بدون إذن مسبق... وما حدث في الجنوب لمصلحة "إسرائيل" أولًا
لا يمكن لأي قوةٍ سياسيةٍ أن تتبلور على أرض الواقع، من دون أن يكون لديها بنية أو قوة فيزيائية، وهذا حال سورية راهنًا، والتي فقدت جيشها العقائدي وأجهزتها الأمنية، فتحولت من دولةٍ لديها فائض في السيادة، ولاعبٍ إقليميٍ أساسيٍ في المنطقة، إلى دولةٍ فاقدةٍ لأبسط قواعد السيادة. فقد باتت أرضًا مستباحةً، بكل ما للكلمة من معنى، حيث "تسرح وتمرح " قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الجنوب السوري، وتمعن في اعتداءاتها وخرقها للسيادة السورية، إلى حدٍ لامست فيها مشارف العاصمة دمشق. وذلك وسط صمت مدّعي "الحرص السيادة" في الداخل والخارج، خصوصًا من كانوا يستهزئون بالجيش السوري المنح الذي كان يواجه الخروقات الصهيونية، بالإمكانات المتاحة لديه. ولكن لم يقف مكتوفًا وصاغرًا أمام العدو، كما هو حال "سلطة الأمر الواقع في دمشق" اليوم. ناهيك عن وجود الاحتلال الأميركي، والتمدد التركي في الأراضي السورية. ولم يقتصر التمادي في خرق السيادة وتهديد وحدة الأراضي السورية على القوى الخارجية، بل تسعى بعض القوى المحلّية إلى فرض "كنتونات" مذهبيةٍ وإثنيةٍ، بعدما حلت "سلطة أبو محمد الجولاني" ومن يقف خلفها، الجيش والأجهزة الأمنية، فأضحت سورية أشبه "بأرض مشاع". بالإشارة هنا إلى الوضع في منطقة شرق الفرات، حيث تنتشر "قوات سوريا الديمقراطية- قسد"، ولم يقف حد التفلت والتفكك عن حدود شرق نهر الفرات، بل وصل إلى مشارف العاصمة دمشق، فها هي منطقة جرمانا التي تبعد 2 كلم عن الأولى، باتت أي (جرمانا)، تحت سيطرة تنظيم "رجال الكرامة"، وهو فصيل مسلح، ينتمي عناصره إلى طائفة الموحدين الدروز. إلى ذلك، تقرّ "سلطة الجولاني" عينها أنها لا تمون على الإرهابيين مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية، في الساحل السوري وجبال العلويين. ما يعني أنها "سلطة" فاقدة للقرار، وعاجزة عن ضبط الأوضاع على الأرض. أي لا حكومة سورية بالمعنى الفعلي.
أما في شأن "الانفتاح الدولي" على الجولاني، فلا يعدو سوى مسألة "تكتيكية" ليس إلا، بدليل بقاء العقوبات الأميركية على سورية، واستمرار العزلة الدبلوماسية الغربية لدمشق.
حتى الزيارات الخارجية التي قام بها أخيرًا، فهي خضعت لموافقة مسبقة من مجلس الأمن، بناء على طلب الدول المضيفة، بحسب تأكيد مرجع سوري واسع الاطلاع. أضف الى ذلك، الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة الأميركية، والذي يفضي إلى تخفيض بعثة سورية في الأمم المتحدة. ويستمر انكشاف "سلطة الجولاني" واحدًا تلو الآخر، فقد تسلمت النيابة العامة الفرنسية، في الأيام الفائتة، دعوى قضائية ضد الجولاني، وعدد من وزرائه بتهمة "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي"، وجرائم ضد الإنسانية بسبب الأحداث التي عرفت باسم "مجازر الساحل".
وفقاً للمذكرة القضائية التي أورد أبرز ما جاء فيها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد رفع المحامي، بيدرو أندروجار القضية نيابة عن "التجمع الفرنسي-العلوي". وجاء في المذكرة أن الحكومة السورية بقيادة أحمد الشرع (أبي محمد الجولاني) مارست "حملة ممنهجة ضد أبناء الطائفة العلوية".
ووجهت الاتهامات إضافة للشرع إلى: "وزير الدفاع" مرهف أبو قصرة، "وزير الداخلية أنس خطاب"، و"قائد الفرقة "25، محمد الجاسم المعروف باسم (أبو عمشة). إذّا، تخضع "السلطة السورية" الراهنة إلى ضغوطٍ خارجيةٍ كبيرةٍ، لدفع هذه "السلطة" إلى الخضوع للمطالب الأميركية التي وجهتها واشنطن إلى دمشق، في شكلٍ علنيٍ، وفي مقدمها: ضرورة التخلص من الإرهابيين الأجانب.
أما بالنسبة، لبعض التطورات الأمنية التي صوّرها بعض "الإعلام" على أنها "إنجازات" لمصلحة "سلطة الجولاني"، كانسحاب مسلحي "قوات سوريا الديمقراطية- قسد"، من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب في الأيام الفائتة، والتي حلّت محلّها قوات الشرطة والأمن العام، وبحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، "فإن قوات الأمن العام في "الشيخ مقصود" و"الأشرفية"، بدأت بالانتشار ضمن انتشار مشترك بين قوى الأمن العام، و"قسد"، لتعزيز الأمن في المنطقة". وتطبيقًا للاتفاق بين "قسد" و"سلطة الجولاني". أي بقاء "قسد" في الحيين المذكورين.
ومن الشمال إلى الجنوب، فقد أعلن في الأيام الفائتة، ما يعرف باللواء الثامن، وهو من الفصائل المسلحة جنوب سورية، ويقوده أحمد العودة، "حل نفسه، ووضع أسلحته وعناصره تحت تصرف وزارة الدفاع السورية". وهنا تؤكد مصادر ميدانية متابعة، أن "هذا الأجراء اتخذ، بفعل ضغوطٍ عربيةٍ، بخاصة أردنية، مورست على العودة، وهنا تقاطعت المصلحة الأردنية مع "الإسرائيلية" على حل هذا اللواء، فالأردن لا يريد نشوء بقعة اشتباك على حدوده المشتركة مع سورية، والكيان الصهيوني يسعى إلى إنهاء وجود أي فصيلٍ مسلحٍ قد يعوق تحركاته في الجنوب السوري، كما حدث في الأيام الفائتة، حين تصدى بعض شباب درعا لتوغل جيش الاحتلال في أراضيها".
وتختم المصادر بالقول: "لقد باتت سورية محكومة من الثنائي "إسرائيل" و"تركيا"، الأولى عبر قواتها ومحمياتها الأمنية، والثانية عبر أدواتها، أي جبهة النصرة في تنظيم القاعدة".
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
21/04/2025
"نزع سلاح المقاومة"
19/04/2025
أسئلة حقيقية ومغالطات
التغطية الإخبارية
لبنان| محلقة صهيونية تلقي قنبلة صوتية وسط عيتا الشعب
لبنان| مدفعية العدو "الإسرائيلي" تستهدف أطراف بلدة شبعا
لبنان| طيران العدو المُسيّر استهدف آلية "بيك اب" في بلدة الحنية
وزارة الصحة بغزة: ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 51266 شهيدًا و116991 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023
وزارة الصحة بغزة: 26 شهيدًا و60 إصابة جراء العدوان "الإسرائيلي" خلال الـ24 ساعة الماضية
مقالات مرتبطة

القرار الأميركي بالانسحاب من سورية: مخاوف "إسرائيلية" من فقدان السيطرة

الولايات المتحدة أبلغت كيان الاحتلال: بدأنا الانسحاب من سورية

تشكيل الاحتياط في جيش الاحتلال ينهار: لا مُقاتلين في الحرب القادمة

بريك: تصدّع "إسرائيل" داخليًّا تهديد أساسي وتخوّفٌ من استغلاله خارجيًا
