آراء وتحليلات
عدوان أميركي واسع على اليمن... لماذا يعتبر استثنائياً ومختلفاً؟
صحيح أن العدوان الأميركي الأخير على اليمن ليس جديدًا أو مفاجئًا، لأنه يدخل ضمن مسار متواصل، وعلى مرحلتين، الأولى عبر عدوان إقليمي- غربي، امتد لأكثر من ثماني سنوات، برعاية وريادة أميركية بامتياز، والثانية بدأت تقريبًا بالتزامن مع الحرب "الإسرائيلية" على غزة ولبنان، والتي استدعت مناورة إسناد يمنية لنصرة أبناء غزة، ولكن، استنادًا لكثير من المعطيات التي تكونت في متابعة حيثيات وأهداف ورسائل هذا العدوان، يمكن القول إنه مختلف واستثنائي، ويمكن أن يؤسس لمرحلة جديدة وفاصلة من الصراع في المسرح الإقليمي، وامتدادًا ربما إلى المسرح الدولي الأوسع.
بداية، لناحية العدوان من الناحية العسكرية، فقد نفذته عدة أسراب من القاذفات والمسيرات الأميركية والبريطانية ( شاركت الأخيرة في العدوان بنسبة مشاركة أقل) مستهدفة سبع محافظات يمنية، والتي هي كل محافظات اليمن الشمالية والغربية والوسطى، وبعشرات الغارات العنيفة التي استهدفت ثلاثة مستويات من الأهداف: العسكرية والمدنية المرتبطة بالبنية التحتية الأساسية، ومراكز القرار السياسية لحكومة صنعاء ولأنصار الله.
من جهة أخرى، وحيث ظهر هذا المستوى من العدوان غير مسبوق مقارنة مع كل الاعتداءات الغربية السابقة على اليمن، كان أشبه بحملة جوية واسعة، تجاوزت نماذج العمليات الجوية التقليدية التي تقودها وتنفذها الدول الغربية بالعادة.
طبعًا، هذه المروحة الواسعة من الأهداف، والتي امتدت على جغرافيا مترامية الأطراف، احتاجت لهذا المستوى من العمليات الجوية غير المسبوق، وخاصة أن اليمنيين، بالإضافة لما يملكونه من إمكانيات عسكرية نوعية، لناحية الصواريخ أو المسيرات أو الدفاع الجوي، فهم يملكون نقطتي قوة لا تتوفر لأي طرف آخر وهما: الخبرة المتراكمة في مواجهة الإمكانيات الجوية الغربية، والجغرافيا الأصعب والأكثر تعقيداً في المنطقة، والتي أحسنوا الاستفادة منها خلال مسار طويل من المواجهة والأعمال القتالية ذات المستوى الاستثنائي.
اللافت في الموضوع، والذي يمكن أن يبنى عليه بعد هذا العدوان، لم يكن طبعًا ضخامة العدوان وحجمه رغم استثنائيته، بل كان الرد السريع لأنصار الله، وعلى أهداف عسكرية أميركية هي في المرتبة الأولى من قدراتهم البحرية في المنطقة والعالم انتشاراً وتمركزًا وإمكانيات، وتحديدًا على حاملة الطائرات "يو أس أس هاري ترومان"، والتي كانت قد تكفلت قاذفاتها ومسيراتها، بنسبة كبيرة من العمليات الجوية المعتدية، وذلك بعد أن أعلنت القوات المسلحة اليمنية، الأحد 16 آذار/مارس 2025، عن تنفيذها عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس هاري ترومان" والقطع الحربية التابعة لها في شمال البحر الأحمر بـ18 صاروخًا باليستيًا ومُجنَّحًا وطائرة مُسيَّرة، وذلك في عملية مشتركة نفذَّتها القوّة الصاروخية وسلاح الجوّ المُسيَّر والقوات البحرية.
وهنا السؤال الذي يطرح وهو: إذا كان الاميركيون قد وضعوا أقصى قدراتهم الجوية المتوفرة فعليًا، في عملية معقدة كالتي نفذوها على اليمن، وبقيت قدرتا التدخل الصاروخية والمسيرة اليمنية موجودتين وفاعلتين، ونفذتا ردًا سريعًا وعلى الأهداف العسكرية الأهم، حينها يمكن القول إن الحل العسكري بمواجهة المناورة اليمنية سيبقى عقيمًا وعاجزًا عن إخضاع اليمنيين.
انطلاقًا من هذه المعطيات، حيث فشل العدوان الأوسع والأعلى بضخامته حتى اليوم، في لجم القدرة اليمنية عن إسناد غزة، وفي منعها من فرض مناورة التأثير الإستراتيجي في المنطقة البحرية الأهم في العالم اليوم (خليج عدن، وباب المندب، والبحر الأحمر، وبحر العرب)، لم يبق للأميركيين ومعهم "الإسرائيليين" طبعًا، إلا الذهاب نحو الحل الأنجع والوحيد، والذي هو وقف الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وتسهيل إكمال مراحل تسوية التبادل في غزة، وأهمها، تنفيذ "إسرائيل" لتعهداتها من هذا الاتفاق، وخاصة تلك المرتبطة بالجانب الإنساني، والتي من المفترض أساسًا احترامها، دون ربطها بأي جانب أمني أو عسكري أو سياسي.
الولايات المتحدة الأميركيةاليمنالجيش اليمنيالبحر الأحمر
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
16/03/2025
ترامب يعترف .. العمليات اليمنية فعالة وقوية
التغطية الإخبارية
لبنان| مسيّرة صهيونية خرقت أجواء منطقة صيدا على علو منخفض
فلسطين المحتلة| دبابات جيش الاحتلال تتوغل عند مدخل مخيم جنين
حماس: العدو الصهيوني يواصل انتهاكاته الخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار
وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي من بروكسل: عودة اللاجئين السوريين ليست ممكنة فحسب بل واجبة ولا مبررًا قانونيًا لبقائهم
إعلام العدو: تضرر حافلة ومركبات مستوطنين جرّاء رشقها بالحجارة قرب بلدة حِزما شمال شرق القدس المحتلة
مقالات مرتبطة

فضل الله: أميركا و"إسرائيل" يبتزان لبنان في أمنه وسيادته وإعادة الإعمار

الخارجية الإيرانية: سنردّ بحزم على أيّ عدوان على أراضينا

السلطات الأميركية ترحّل طبيبة لبنانية خلافًا لأمر قضائي

تصفيات وتأهيلات أميركية لاختيار حاكم مصرف لبنان الجديد!

عشرات الشهداء والجرحى في اليمن جراء العدوان الأمريكي

اليمن | مسيرات مليونية لمواجهة العدوان الأميركي ودعم الفلسطينيين.. والحوثي لترامب: خسئت

للمرة الثانية.. القوات اليمنية تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية شمال البحر الأحمر

السيد الحوثي: حظر الملاحة سيشمل الولايات المتحدة وسنستهدف بوارجها وحاملات طائراتها

ردًا على العدوان الأميركي.. القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس هاري ترومان"

عدوان أميركي يستهدف العاصمة صنعاء

السيد الحوثي: نراقب مجريات الوضع في المنطقة.. ومستعدون لمساندة شعوب الأمة في أي مرحلة

المكتب السياسي لحركة أنصار الله: الانتهاكات في جنين تشكل استمرارًا لجريمة الإبادة الجماعية في غزة

لماذا أفرجت صنعاء عن طاقم "جالاكسي الإسرائيلية"؟

القوات اليمنية: استهداف وزارة الحرب الصهيونية وهدفين في أم الرشراش

اليمن واحد من اللاعبين الكبار

اشتباك الأحد.. توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية

البحرية البريطانية: إصابة سفينة جرّاء استهدافها قبالة سواحل اليمن

بين آيزنهاور وروزفلت .. نصرة غزة تكشف هشاشة القوة الأمريكية
