آراء وتحليلات
هل تتعرقل عملية التبادل في غزة؟ وما الخيارات المطروحة؟
لم يكن واضحًا ما السبب الرئيسي للاستياء شبه القاتل الذي أصاب نتنياهو بعد المشهدية التي صعقته في غزة السبت الماضي، خلال تنفيذ النسخة الخامسة من عملية التبادل مع المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت الذي ادعى فيه أن منظر وحالة الأسرى "الاسرائيليين" الثلاثة الذين أطلقت حماس سراحهم غير مقبولة، "لا صحيًا ولا إنسانيًا"، وهي التي سببت له هذا الاستياء، لا شك أنه في الحقيقة، أخفى السبب الرئيسي لذلك والذي هو: ما أظهرته حماس من قدرة وتماسك وقوة في أثناء عملية التبادل.
طبعًا، مشهدية حماس هي الأساس في استياء نتنياهو، وليست حالة الأسرى "الإسرائيليين" الذين أطلقتهم حماس، لأن الوضع الإنساني لم يحرك نتنياهو بتاتًا خلال سنة وثلاثة أشهر من القتل والدمار اللذين مارسهما ضد غزة ورغم وجود نحو مئتي أسير "إسرائيلي"( العدد التقريبي الذي أُشيع مع بداية طوفان الأقصى) كانوا موجودين في الأنفاق وبين مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي .
ومن الطبيعي أن تكون مشهدية حماس هي السبب، إذ ترجمت (هذه المشهدية) بالكامل ، مستوى الفشل "الإسرائيلي" في هذه الحرب على غزة، بعدما أثبتت أن أي هدف من أهداف هذه الحملة الإجرامية على القطاع وشعبه، لم يتحقق، فلا تحرير الأسرى بالقوة تحقق، بل بتبادل متوازن ومن الند للند، ولا تدمير أو إنهاء بنية حماس العسكرية تحقق، والدليل ما ظهر للعيان في مشهدية التبادل بنسخاتها الخمس، وخاصة في الأخيرة منها، حيث برهنت حماس عن مستوى عال جدًا من القيادة والسيطرة ومن الإدارة الأمنية والعسكرية واللوجستية، مناسب ( هذا المستوى) لإعطائها القدرة وبامتياز، على إدارة ومسك "اليوم التالي" في غزة بعد اكتمال التسوية بجميع مراحلها المحددة في الاتفاق.
من هنا، تطرح نفسها اليوم وبقوة إشكالية استمرار التسوية أو توقفها، وهل سيتخطى نتنياهو هذه المشكلة المعضلة، والتي ظهرت في قدرة حماس بعد أن فرضت نفسها، خلال الحرب وخلال التفاوض وخلال تنفيذ مراحل التبادل، بعكس ما كان مخططًا للوصول إليه من خلال هذه الحرب؟
في الواقع، ومن خلال الإضاءة على تفاصيل مراحل التسوية، وخاصة الثانية والثالثة منها، والتي هي قيد التنفيذ، يمكن الإشارة إلى الآتي:
نقطتا المرحلة الثانية الأساسيتين: أولاً إطلاق جميع الأسرى "الإسرائيليين" المتبقين من المرحلة الأولى، الأحياء منهم والأموات، طبعًا مقابل عدد كبير من المعتقلين والمحكومين الفلسطينيين، وثانيًا انسحاب وحدات العدو من كل مناطق القطاع ضمن محور نتساريم ومعبر فلادلفيا.
أما نقاط المرحلة الثالثة فهي بأغلبها: إمّا إنسانية بعناوين صحية وغذائية أو إعمارية بكافة المستويات، الخاصة والعامة، وكلها لمصلحة أبناء غزة.
وبالمقارنة بين نقاط المرحلتين الثانية والثالثة، يتبين ما يلي:
من المستبعد أن تعرقل "إسرائيل" المرحلة الثانية قبل استلامها كل الأسرى "الإسرائيليين"، الأحياء والأموات، والسبب في ذلك واضح، وهو أنه لا يمكن لها داخليًا أن تتحمل تحرير بعض الأسرى دون تحرير الباقين، لكن فيما لو بلغت المرحلة الثالثة بعد تحرير كل أسراها، فحينها لن تكون مقيدة بتاتًا بأي عائق، وستصبح قادرة على تجاوز الاتفاق، ولن تكون على عجلة من أمرها لتسهيل تنفيذ البنود الإنسانية والصحية لأبناء غزة، أو لإعادة الإعمار، وهنا سوف تستعين بخطة ترامب الجهنمية لتهجير أبناء القطاع، ظاهريًا بحجة استحالة أو صعوبة الإعمار بوجود السكان، وفعليًا لتنفيذ الترانسفير المخطط له بضغط ومتابعة من الرئيس ترامب.
وليبقى الموقفان الفلسطيني والعربي أساسيين في الوقوف بوجه هذا المخطط الذي سيكون قاتلًا للقضية الفلسطينية، وحيث لا شكوك بتاتًا في موقف وصمود وثبات الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أثبته في غزة ويثبته كل يوم في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة، تبقى الشكوك واردة بقوة في الموقف العربي، وخاصة موقف كل من مصر والأردن المحرجتين دائمًا أمام الأميركي الذي يقدم للدولتين بعض المساعدات التي لطالما رهنت موقفيهما وموقعيهما (مصر والأردن).
حركة المقاومة الإسلامية ـ حماسغزةبنيامين نتنياهوالمقاومة
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
11/03/2025
ملامح الخطط الأمريكية الشيطانية للبنان
11/03/2025
غزة بين الجحيم والتهديد والحيل
10/03/2025
الساحل السوري: خطاب التكفير يقود الى إبادة
التغطية الإخبارية
سورية: توغل "إسرائيلي" واسع في ريف القنيطرة.. تفجيرات تستهدف مواقع عسكرية وانسحاب بعد ساعات
لبنان| وزير الإعلام: لم يتم التطرق للكلام "الإسرائيلي" عن التطبيع
لبنان| وزير الخارجية من قصر بعبدا: وزراء أكدوا بعد انتهاء جلسة الحكومة أنه لم يتطرقوا الى مسألة التطبيع مع العدو
لبنان| وزير الخارجية من قصر بعبدا: لم يعترض أحد على التعيينات في جلسة الحكومة ولم يجرِ التصويت
لبنان| وزير الإعلام: تعيين العميد رائد عبد الله مديرًا عامًا لقوى الأمن الداخلي وترقيته لرتبة لواء
مقالات مرتبطة

حماس: هكذا انتهك الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

قناة "اسرائيلية": التسريبات عرقلت صفقات التبادل

مجازر وهدم.. الاحتلال يغيّر ملامح مخيمي نور شمس وطولكرم

أسرى صهاينة مفرج عنهم يُطالبون نتنياهو بتنفيذ الاتفاق بالكامل دون مماطلة

حماس: جهود الوسطاء مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

اجتماع في الدوحة لوزراء خارجية عرب ومبعوث ترامب لـ"بحث إعادة إعمار غزّة"

السيد الحوثي: حظر الملاحة "الإسرائيلية "خطوة أولى لمواجهة تجويع الشعب الفلسطيني

بعد 30 عامًا في سجون الاحتلال.. المحرّر نضال البرعي يقضي شهر رمضان مع عائلته

انتهاكات العدو في غزة مستمرة.. 12 شهيدًا و14 إصابة خلال 24 ساعة الماضية

تواصل الخروقات "الإسرائيلية" في غزة: 10 أيام على إغلاق المعابر وشهيدة جنوب القطاع

مجددًا.. جرائم الحرب تلاحق "إسرائيل" دوليًا

نتنياهو ينفجر غضبًا في المحكمة والقاضية توبّخه

توتر بين نتنياهو ورئيس الشاباك والأخير يغيب عن اجتماع الكابينت

عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي لـ"العهد": العدوّ الصهيوني الغدار لا تردعه إلا القوّة والمقاومة

هل أضاع العرب قمة الفرصة الأخيرة بمخرجات تخلو من الأنياب؟

العرب بعد قمة القاهرة.. إلى أين؟

في نينوى.. معرض فني عن قادة النصر والمقاومة
