حملات إعلامية مغرضة تستهدف إحباط بيئة المقاومة

يمتهن بعض الصحافيين والإعلاميين في لبنان حرفة التملق وتمسيح الجوخ وتلميع الصورة .. يحاضر بعضهم بعفة السيادة، وعند الاستحقاقات الوطنية والحروب يتحوّل الى مخبر للعدو، يتماهى مع أهدافه، ينصب نفسه وكيلاً عنه، فيسعى بالإعلام والسياسة لتحقيق ما عجز الأصيل عن تحقيقه بآلته العسكرية.. فمن يتابع بعض وسائل الإعلام هذه الأيام يخرج بانطباع أن حزب الله انتهى وأن الحزب سيسلم سلاحه غدًا لكنه محتار لمن وكيف..؟.

معزوفة "نزع سلاح الحزب" هذه التي ملّ المتابعون سماعها لكثرة اجترارها وعلكها وتكرارها.. في سياق الكم الهائل من السيناريوهات الإعلامية المحبوكة والمتداولة التي تبحث في كيفية استيعاب عناصر حزب الله، انبرى أحد الصحافيين قبل يومين لتحديثها مطلقًا خلال إطلالته مزاعم بأن "400 قيادي من حزب الله غادروا لبنان مع عائلاتهم إلى أميركا الجنوبية وأفريقيا"..، كلام الصحفي "المرموق" هذا سرعان ما تحوّل إلى "مانشيت" بالعناوين العريضة في وسائل إعلام العدو. 

تلك عينة من فبركات وحملات تزخر بها وسائل الإعلام هذه الأيام، ما استدعى تعليقًا من أحد المراقبين جاء فيه :"إذا كانت فرق العدو بعديدها الذي تجاوز السبعين ألفًا من قوات النخبة لم تتمكن من أن تزحزح إرادة المقاومين أو تنزعهم وبيئتهم من أرضهم كليومترات عدة حتى امتزجت دماؤهم بتراب الجنوب وكل الوطن.. فكيف نصدق أبواقًا مأجورة معروفة الانتماء وهي تروج لمغادرتهم إلى القارة الأميركية؟!"، ويضيف المراقب: "كيف مرّ هؤلاء القادة مع عائلاتهم من مطار بيروت بإجراءاته الصارمة ووصلوا إلى أقصى الكرة الأرضية ولم يشعر بهم أو يعلم بهم أحد سوى ذاك الصحافي العريق؟!".

إصرار بعض مناوئي المقاومة على تكريس أنفسهم مرآة تعكس أماني العدو، وامتهانهم "مخرطة الفبركة" وجعلها شغلهم الشاغل إلى حد ننام فيه على اتهام، ونستيقظ على آخر، ادعاءات ومزاعم تضعها مصادر إعلامية في سياق الحملات الإعلامية المغرضة والمتواصلة التي تستهدف بيئة المقاومة بهدف خلق نوع من الإحباط والاهتزاز بينها وبين المقاومة، خاصة أنها مبنية على أكاذيب وأباطيل واختلاقات لا أساس لها وعارية عن الصحة"، وتضيف المصادر:"هناك أبواق خارج أي أداء مهني وأي معايير أخلاقية وأي مسؤولية اجتماعية تجاه الوظيفة الرسالية التي تمارسها في العمل الإعلامي".

وترى المصادر أن هذا النوع من الأكاذيب والشائعات يتم تلفيقها عمليًا وتوظيفها من قبل الإعلام المعادي ضمن سرديات لخلق الشرخ بين المقاومة وبيئتها، علمًا أنها بيئة متقدمة حتى على عمل المقاومة وواعية ومسؤولة تستطيع فضح زيف كل تلك الألاعيب الرخيصة رغم "المتراكاج" والضغط المتواصل عليها. 

وتلفت المصادر الى أن بيئة المقاومة أظهرت أنها قادرة على التحمل بشكل غير مسبوق، مشيرة في هذا السياق إلى الحملة الممنهجة التي يتعرض لها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من استفزاز وحملات كاذبة تعرض السلم الأهلي والاستقرار في البلد للخطر لا سيما في ظل تلكؤ الأجهزة الأمنية والقضائية، وهنا تسأل المصادر: "ماذا لو طاولت الحملات الإعلامية مواقع دينية أخرى هل كانت الأمور ستسير بهذا الشكل التي سارت عليه اليوم؟!". 

وعلى هذا الأساس، تدعو المصادر المسؤولين والمعنيين لأن يتنبهوا لخطورة هذا الأمر، وتخص بذلك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون باعتباره المسؤول الأول عن استقرار البلد وسلامته العامة وتطبيق الدستور الذي تنص مواده على عدم التعرض للمعتقدات والأديان.

وفي السياق، تؤكد مصادر مواكبة لملف "خلية الأردن" التي أعلنت عمان عن توقيفها أمس، أن هناك تعاونًا بين الجهات الأمنية اللبنانية والأردنية، وتشير إلى أن لبنان ينتظر وصول تقرير نتائج التحقيقات من عمان، لافتة في الوقت ذاته إلى أن حزب الله غير معني بالتعليق على موضوع لا علاقة له به. خالصة إلى أن كل ما سيق حتى الآن من حملات يأتي في إطار حملة مركزة على الحزب، إذ يصر بعض مناوئيه على اتهامه بكل ما يحصل في الكرة الأرضية.. وتخلص المصادر إلى أن هذا الملف بعهدة الأجهزة الأمنية، فهي من يتولى التحقيق وهي من تمتلك المعطيات الكافية بشأنه.

لبنانحزب اللهالإعلامالمقاومةالتحريض

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف