نقاط على الحروف
الشمال ينتفض في زمن كورونا.. ويسأل عن "المستقبل"
محمد ملص
في زمن كورونا، الى طرابلس در. المدينة التي لا تكاد تخلو من المصائب والمشاكل والأزمات، والتي حولها زعماؤها من عاصمة الشمال الثانية، الى عاصمة الفقر والبطالة وجولات الاقتتال بين أبناء جبل محسن وباب التبانة، خدمة لمصالحهم السياسية، ها هم أبناؤها اليوم يدفعون الثمن في زمن المحن، ولا من معيل.
هنا في طرابلس، أحياء فقيرة، تكاد تكون شبه معدومة، ولا يوجد من يعيل الطرابلسيين سوى الله. مظاهرات كبيرة خرجت الى شوارع طرابلس نفذها عدد من أبناء المدينة وفقرائها. قرار التعبئة العامة ومنع التجمعات المفروضة من الحكومة، لم يمنع هؤلاء الفقراء من الخروج، للمطالبة بأقل حقوقهم الانسانية، وتأمين ما يكفيهم من قوت يومهم.
يعتاش أكثر من 70 % من أهالي طرابلس من العمل اليومي، وهم الذين يتقاضون أجورًا تكاد لا تتخطى 15 الف ليرة في اليوم الواحد، عشرات البسطات المنتشرة على طول الطرقات وفي الشوارع الداخلية اختفت طيلة اسبوعين بفعل "كورونا"، لكن المفاجئ كان في عودة هؤلاء الى ممارسة أعمالهم بالرغم من قرار الحكومة التي مددت التعبئة العامة أسبوعين اضافيين. فقد بدأ الجوع يطرق أبوابهم وهم لا يملكون قوت يومهم.
تلك الصورة لأبناء طرابلس، عادت لترسم المشهدية السياسية منذ عدة أعوام، ففي عاصمة الشمال رغم الفقر، يوجد عشرات المتمولين الكبار، فضلًا عن تيار "المستقبل"، الغائب الأكبر عن الساحة الطرابلسية اليوم. من المعروف أن التيار الأزرق، هو الذي بنى أمجاد عزه السياسية على اكتفاء طرابلس وعكار، وتمكن بفضلهم لعدة دورات انتخابية، من الفوز بأكبر كتلة نيابية. أما اليوم، وفي ظل ازمة كورونا المستجدة، يسأل أبناء المدينة: أين تيار المستقبل؟ لماذا لا يقف مع طرابلس التي حاربت وخاصمت وحاربت من أجله؟ اين المساعدات الغذائية التي كانت تغرق فيها طرابلس عشية كل انتخابات؟ لماذا لا يبادر التيار الى الوقوف بأقل القليل الى جانب أبناء باب التبانة والزاهرية و..؟
كل تلك الأسئلة باتت تزيد من العبء على كاهل "المستقبل"، الذي يعاني في الأصل من أزمات سياسية ومالية واعلامية، وهو التيار السياسي الذي بات غير قادر على تلبية أبسط مطالب جمهوره وانصاره، وبات مناصروه يتناقلون صور اسعافات "الهيئة الصحية الاسلامية" على مواقع التواصل الاجتماعي، ويسألون عن الأموال التي تلقاها "المستقبل" طوال السنوات الماضية ولماذا لم يعمل على انشاء هيئة صحية على غرار تلك التي تقف الى جانب اللبنانيين اليوم في زمن كورونا، فيما أبناء طرابلس وعكار يرزحون تحت سيوف المستشفيات الخاصة؟
كل تلك التساؤلات دفعت بالقيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، الى تبرير سبب اختفاء مساعدات "المستقبل" في هذ الوقت العصيب، قائلًا إن الأمر "مردّه إلى وضع رئيس التيار سعد الحريري"، مقرًا بـ "إهمال طرابلس طوال الفترة السابقة"، ومؤكداً أن هذا الإهمال "لا يمكن أن يُعالج فورًا بهذه اللحظة، لذلك فإنّ الوضع فيها الآن صعب ومعقّد ولا يُشبه حالة مناطق أخرى.. التدخّل الآن يجب أن يكون على مستوى الدولة".
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
13/03/2025
مجددًا.. جرائم الحرب تلاحق "إسرائيل" دوليًا
10/03/2025
عن أمسية الطمأنينة.. حوار بين الأمين وأهله
التغطية الإخبارية
مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية: رفعنا دعوى ضد جامعة كولومبيا
فلسطين المحتلة| الجهاد الإسلامي تدين حجب قناة الأقصى: انتهاك صارخ لمبادئ الحرية وحقوق الإنسان
لبنان| بلدية البرج الشمالي: أسباب اشتعال مكب النفايات ما زالت مجهولة
إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوّي في مستوطنة "حاراشا" شمال غرب رام الله خشية عملية تسلّل
حماس: لا نريد اتفاقات جديدة أو جانبية بل نرغب في المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق الهدنة بمراحله المختلفة
مقالات مرتبطة

الحريري يُعلن العُزوف عن الحياة السياسية

الوطني الحر: "المستقبل" يستغلُ الدماء بدل الصمت والحياء
وفد عكاري برئاسة البعريني في الهرمل للتعزية بشابين من آل جعفر

هكذا تعد عقول "الغرف الموصدة" لوراثة الحريرية والعونية السياسية

هجوم متبادلٌ بين الجراح والـLBCI: هل صُبّ غضب المستقبل على المحطة الحليفة؟

"أسترازينيكا" تسحب لقاحها المضادّ لـ"كورونا" من جميع أنحاء العالم

تمتد من شهرين إلى سنة.. هل "الكورونا المزمنة" خطرة؟

العلماء يكشفون نقطة ضعف "كورونا"

الصحة العالمية تحذّر.. اتجاهات مثيرة للقلق لمرض "كوفيد-19" قبل حلول الشتاء
