الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الإمام الخامنئي يدعو إلى تعزيز الاستقلالية وتجنّب التعويل على المفاوضات
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء، 16 نيسان/أبريل 2025، بخطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في لقائه الأخير الذي عبّر فيه عن عدم تفائله الشديد وعدم تشائمه الشديد بالمفاوضات، وضرورة عمل المسؤولين على إنجاز الأعمال بمعزل عن سير المحادثات، هذا الأمر كان محلّ للتحليل الصحفي في كيفية بناء إستراتيجية تعزّز البناء الداخلي وعدم تكرار خطأ "التعويل التام" على المفاوضات.
ضرورة الحذر من المكر الأميركي
بداية، كتبت صحيفة رسالت: "استخدمت الولايات المتحدة الأميركية حيلًا مختلفة على مدى العقد الماضي على الأقل من أجل الحصول على فوائد خالصة للولايات المتحدة وتكثيف الضغوط على إيران في المفاوضات، وهذه هي الحيل التي يجب النظر إليها بعناية في الجولة الجديدة من المفاوضات بين طهران وواشنطن.
[...] تشير التجارب المستمدة من عدّة جولات من المفاوضات مع واشنطن على مدى العقد الماضي على الأقل إلى أنّ الأميركيين استخدموا دائمًا "تأثير التباين" لشحذ العقوبات ومنع الاقتصاد الإيراني من التعود عليها.
تأثير التباين هو أسلوب يقوم فيه أحد طرفي التفاوض أولًا بخلق توقعات عالية من خلال وعود جذابة أو توقعات إيجابية أو ضجيج إعلامي، ثمّ من خلال إثارة مطالب غير متوقعة أو مفرطة، يضع الطرف الآخر في موقف عاطفي سلبي أكثر سلبية من خط الأساس الأولي. وبحسب الحسابات الأميركية فإن هذه الطريقة تجعل الفريق الإيراني يتعرض لضغوط نفسية من الرأي العام نتيجة الصدمة الناجمة عن الشعور بالفشل.
وبعبارة أخرى، يرى الجانب الإيراني أن تكاليف عدم التوصل إلى اتفاق باهظة، ويضطر حتمًا إلى تقديم تنازلات أو قبول شروط غير مواتية. لنفترض أن الجانب الأميركي أعلن في المفاوضات أولًا أن الاتفاق أصبح قريبًا جدًا وأن العقوبات سيتم رفعها قريبًا. ويؤدي هذا إلى خلق تفاؤل كاذب وغير واقعي في السوق الإيرانية، وانخفاض في سعر صرف الدولار، وازدهار في سوق الأسهم، ولكن بعد أيام قليلة، قد يقترح الجانب الأميركي فجأة شروطًا غير مقبولة عمليًا بالنسبة له، مثل عمليات تفتيش واسعة النطاق أو وقف كامل لبرنامج الصواريخ. ويؤدي هذا التغيير المفاجئ، وخاصة مقارنة الوضع السلبي الحالي بالتوقعات الإيجابية السابقة، إلى تقلبات مالية حادة.
[...] والطريقة المنطقية لمواجهة هذه السياسة هي أن يعطي صناع القرار في إيران الأولوية لتحييد هذه الإجراءات القمعية أثناء محاولة رفع العقوبات. إن الشرط الأول للتحرك على طريق تحييد العقوبات هو إزالة ثنائية اقتران العيش الجيد والتفاوض. لقد كان الحديث عن "تحييد العقوبات" مقارنة بـ"رفع العقوبات" أحد المحاور التي أكد عليها قائد الثورة دائمًا. [...] رفع العقوبات بيد العدو، وتحييد العقوبات بأيدينا. يجب على العدوّ أن يرفع العقوبات، ولكننا قادرون على تحييد عقوبات العدوّ بأنفسنا.
[...] ولذلك، فإن الجهود المبذولة لرفع العقوبات لا ينبغي أن تمنع إيران من متابعة السياسات اللازمة لتحييد العقوبات، مثل تعزيز الإنتاج المحلي والاكتفاء الذاتي، وتطوير العلاقات التجارية مع الدول المجاورة والإقليمية، وتطوير التكنولوجيات الجديدة القائمة على المعرفة، وتعزيز استخدام العملات الوطنية، وتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية، وتوسيع العلاقات مع منظمات مثل الاتحاد الأوراسي ومنظمة شنغهاي للتعاون. كما تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء توسع التحالف بين إيران وروسيا والصين، وتحاول خلق فصل بينهم بطرق مختلفة، بما في ذلك اقتراح المفاوضات بينهم، ومنع حدوث تغيير في النظام العالمي بقيادة هذه الدول الثلاث. ولمواجهة هذه الخطة، فمن الضروري أن تواصل إيران توسيع التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي مع الصين وروسيا".
اشتباه حول العلاقة بيننا وبين أميركا
هذا؛ وكتبت صحيفة همشهري: "ذكر قادة الثورة أمس الثلاثاء أن موضوع المفاوضات غير المباشرة لم يكن فرضًا ولا انتهاكًا. لا يمكن لأحد أن يفرض مثل هذه الإرادة على النظام، ولا يمكنهم انتهاكها أو التمرد عليها.
وفي الوقت نفسه، أظهرت هذه التصريحات أنّ المفاوضات غير المباشرة هي واحدة من عشرات الطرق التي ينتهجها النظام لرفع العقوبات وتخفيف الضغوط الاقتصادية. وفي نهاية المطاف، واستنادًا إلى قاعدة العقل والخبرة، فإننا أكثر تشاؤمًا من التفاؤل بشأن هذه المفاوضات.
لكن هناك خطأ في التحليل عند البعض يحتاج إلى أن نكتب عنه. أي خطأ؟ لماذا وكيف وبأي حسابات استنتج البعض أن هذه المفاوضات هي فرض أو انتهاك؟
ويبدو أن الخطأ يكمن في أن البعض لا يميز بين علاقتنا الإيديولوجية مع أميركا وعلاقتنا الدبلوماسية. هذان ليسا منفصلين، ولكنهما ليسا واحدًا، وواحد تابع للآخر.
ماذا تقول الأيديولوجيا؟ إن عداوتنا مع الغطرسة هي هوية. ما دامت الجمهورية الإسلامية موجودة فإن عداء أميركا سيستمر، وما دام هذا الشيطان يتصرف بغطرسة فإن عداء الجمهورية الإسلامية لأميركا سيستمر.
ولكن ما هي العلاقات الدبلوماسية؟ ولن نتردّد في الحصول على تنازلات من أميركا لصالح هذا الشعب وهذه الأرض، متى وكيفما أمكننا.
والآن ما هي قضية التفاوض بالضبط؟ لقد أجاب قادة الثورة على هذا السؤال منذ سنوات طويلة. من الخطأ الجلوس على طاولة المفاوضات حتّى تتحدث أميركا عن موقف غير متغطرس مع الشعب الإيراني.
ما هو الجانب الآخر لهذه العبارة؟ وإذا قبل الأميركيون، لأي سبب كان، سواء كان بسبب ضعفهم الداخلي أو قوة إيران، قواعد الجمهورية الإسلامية والحوار العادل، فإن التفاوض يمكن اعتباره أيضًا حلا".
لماذا نحن متفائلون بقدراتنا؟
بدورها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "في ظل الأجواء المروعة التي تسود حرب غزّة، حيث يرتكب النظام الصهيوني، بدعم غير مقنع من الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، جرائم غير مسبوقة ضدّ المدنيين، لم يعد تحليل علاقات القوّة يندرج ضمن الصيغ الكلاسيكية المتفائلة.
إن الإبادة الجماعية وقصف المخيمات والتصفية الجسدية لقادة المقاومة، بما في ذلك الاغتيال الجبان لشخصيات مثل الشهيد السيد حسن نصر الله وقادة أساسيين في جبهة المقاومة، تعتبر نقطة تحول في الصراع المستمر منذ عقود بين جبهة المستضعفين والنظام الأميركي الصهيوني. ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق ليس العنف "الإسرائيلي" الجامح، بل السلوك المزدوج والمتناقض للحكومة الأميركية بعد إعادة انتخاب ترامب.
رئيس عاد مرة أخرى إلى البيت الأبيض بشعار القوّة الغاشمة، وفي الوقت نفسه قام بتفعيل قنوات سرية للمفاوضات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في قاموس السياسة الواقعية، لا تعتبر المفاوضات شيئًا منفصلًا عن ساحة المعركة، بل هي استمرار لها في ساحة أكثر تعقيدًا وتتطلب مهارات أعمق. إن كلّ خطوة على طريق التفاوض هي انعكاس مباشر لتوازن القوى على الأرض. ومن هذا المنطلق فإن قرار إدارة ترامب بإرسال رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى طهران في خضم حرب دامية وبعد اغتيال أهم شخصية في المقاومة في لبنان، له معنى يتجاوز التكتيكات؛ ويشير هذا القرار إلى أن الولايات المتحدة ليست قادرة على إخراج إيران من المعادلة الإقليمية فحسب، بل إنها مضطرة أيضًا إلى قبول دورها في مستقبل غرب آسيا. وحتّى بعض دول المنطقة التي سعت في السابق إلى الحرب ضدّ إيران تدعو الآن الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق مع إيران وتجنب الحرب ضدّ إيران. وهذا الوضع يؤكد بوضوح منطق الواقعية السياسية.
هنا لا يتم تحديد سلوك الأطراف على أساس حسن النية والمثالية، بل على أساس حساب المصالح، وتوازن القوى، ودرجة الضعف المتبادل. وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية المتزايدة، والعقوبات المتعددة، والهجمات الإعلامية واسعة النطاق، فإن إيران لا تزال قادرة على الحفاظ على عناصر رئيسية من قوتها الوطنية، بل وحتّى إعادة إنتاجها. لم تعد السلطة الإستراتيجية لطهران تعتمد على القوّة العسكرية أو النفوذ الإقليمي فحسب؛ بل إنها ترتكز على فهم معقّد لمنطق البقاء، واستمرارية جغرافية المقاومة، والقوّة الناعمة الناشئة عن هوية مستقلة تركز على الاستشهاد. هذه الإستراتيجية ليست شيئًا يمكن القضاء عليه باغتيال القادة أو قصف المدن.
[...] ولا ينبغي لنا أن ننسى أن التغيرات على المستوى الإقليمي خلقت أيضًا فرصًا جديدة لإعادة تعريف المعادلات. إن الضعف الواضح للسعودية في إدارة عواقب حرب غزّة، والشقوق العميقة في تحالفات التسوية مع النظام الصهيوني، وعجز المؤسسات الدولية عن احتواء جرائم "إسرائيل"، كلّ ذلك يشير إلى فقدان آلية العمل السابقة لمصداقيتها. وتستطيع إيران أن تستغل هذه الانقسامات بذكاء لتعميق علاقاتها الإستراتيجية مع محاور القوّة الناشئة في العالم الإسلامي وآسيا وأميركا اللاتينية. وفي مثل هذه الظروف، فإن المفاوضات مع الولايات المتحدة لا تكون مبررة من منطلق الضرورة، بل من منطلق الاختيار الإستراتيجي".
السعوديةالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانغزةالإمام الخامنئي
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
21/04/2025
وفاة بابا الفاتيكان
التغطية الإخبارية
سرايا القدس: عندما قدمت سرايا القدس شهداءً من الساحة السورية فقد قدمتهم على حدود فلسطين المحتلة
سرايا القدس: بندقيتنا لم تتوجه منذ انطلاقتها إلا لصدور العدو ولم تنحرف يومًا عن الهدف الأساسي والذي هو التراب الفلسطيني الكامل
سرايا القدس: نأمل من إخواننا في الحكومة السورية الإفراج عن إخواننا لديهم
سرايا القدس: الاعتقال تم بطريقة لم نكن نتمنى أن نراها من إخوة لطالما كانت أرضهم حاضنة للمخلصين والأحرار
سرايا القدس: السلطات السورية لم توضح أسباب الاعتقال
مقالات مرتبطة

تحديات المفاوضات النووية والتطورات الإقليمية محور اهتمام الصحف الإيرانية

وزير الدفاع السعودي: لقاءاتنا في إيران مفيدة وإيجابية وبنّاءة للغاية
اللواء باقري التقى وزير الدفاع السعودي: تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين ضرورة إستراتيجية لأمن المنطقة

الإمام الخامئي يستقبل وزير الدفاع السعودي: العلاقة بين إيران والسعودية مفيدة للبلدين

وزير الدفاع السعودي يصل إلى طهران في زيارة رسمية

وزير الخارجية اليمنية يوجّه نداءً للعالم: أوقفوا العدوان الأميركي

الرئيس بري: أميل إلى اللوائح المقفلة.. انعكاس أي اتفاق أميركي - إيراني على المنطقة سيشمل لبنان

بقائي: التفاصيل المُثارَة حول المفاوضات تكهّنات وعراقتشي سيتوجّه غدًا إلى الصين

تقدير "إسرائيلي": هجوم على إيران سيتسبّب بتصادم مع ترامب

لماذا لم يعد وارداً العدوان "الإسرائيلي"- الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية؟

الصحف الإيرانية: الاتفاق مع إيران هو ورقة ترامب الرابحة

بوتين يصادق على معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع إيران

الصحف الإيرانية: الصهاينة يطلقون النار ببنادق فارغة

الإبادة في غزة مستمرة.. عشرات الشهداء والمصابين في غارات "إسرائيلية" عنيفة

الإعلام الحكومي في غزة: الوضع الإنساني في القطاع يدخل مرحلة الانهيار الكامل

آثار نفسية وجسدية يعانيها الأسرى الفلسطينيون: تعذيب من لحظة الاعتقال وحتى الإفراج

مستوطنو غلاف غزة لنتنياهو: تعبنا من حرب مستمرّة لا تحقّق أهدافها

فيديو| القسام تستهدف آليات الاحتلال المتوغلة على تخوم حي التفاح شرق مدينة غزة

جولة جديدة غير مباشرة بين طهران وواشنطن: عناوين المرحلة المقبلة محور النقاش اليوم

عراقتشي: رسالة الإمام الخامنئي إلى الرئيس الروسي متعلقة بالتطورات الدولية والإقليمية

بزشكيان: إيران لا تتعطّل بسبب المفاوضات
