الخليج والعالم
الصحف الإيرانية ترصد مخاوف الكيان الصهيوني من المفاوضات النووية
اهتمّت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 14 نيسان/أبريل 2025، بتطورات المفاوضات النووية في مسقط بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وآثار هذه التطورات على الكيان الصهيوني والداخل الإيراني. كما اهتمّت برصد الأحوال البائسة التي يواجهها الكيان الصهيوني في مختلف مؤسساته.
الميدان إلى جانب الدبلوماسية
بدايةً، كتبت صحيفة "رسالت": "على الرغم من ضجيج المسؤولين الأميركيين والصهاينة ووسائل الإعلام الغربية والحركة المضادة للثورة والغربيين المحليين المرعوبين المتوهمين أنّ إيران في موقف ضعيف ويجب عليها بالتالي إظهار المرونة في المفاوضات للوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، إلّا أنّ الواقع على الأرض هو شيء آخر. الحقيقة هي أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الرغم من تفاخره واستعراضاته، غير قادر على تنفيذ الكثير مما يقوله، لأسباب مختلفة". وتابعت: "تجربة الأشهر القليلة الماضية قد كشفت عن ثروة من الإخفاقات في مواجهة التنمر والتفاخر، فبمجرد دخوله البيت الأبيض، ومع وهم امتلاكه منصبًا إلهيًّا، أصدر المراسيم والأوامر التنفيذية بشأن قضايا مختلفة للكونفدراليين، واحدًا تلو الآخر، لتحقيق كل ما يمكنه تخيله. إنّ كلماته عن كندا، وقناة بنما، وحرب غزة، وقضية اليمن، والإنهاء الفوري للحرب في أوكرانيا، والاستيلاء على غرينلاند، والعقل الاقتصادي المُدبّر الذي فرض رسومًا جمركية غير معقولة على العديد من البلدان، على عكس قواعد التجارة الحرة ونظرية العولمة، كلّ ذلك يتطلب إعادة قراءة عواقبه".
كما رأت الصحيفة أنّ: "أسلوبه قد أثّر في التباهي بقضية إيران، بما في ذلك نهجه في العمليات النفسية وأهدافه الثلاثية المتمثلة بالترهيب والتثبيط وزرع الفتنة بين الإيرانيين، على بعض الأشخاص داخل البلاد. وعلى النقيض من العمليات النفسية للعدو، فإنّ ما أدى إلى تشكيل الاستعدادات للمفاوضات هو تراجع ترامب المتحمس عن القائمة الطويلة والمعقدة من المهام التي ستوكل إلى إيران، وزعمه بأنّنا نريد التأكد من أنّ إيران لا تتّجه نحو بناء القنبلة النووية! ولذلك، وبخلاف الضجيج الإعلامي، فإنّ الطرف الذي انحرف عن مواقفه المعلنة سابقًا ليس إيران، بل ترامب". وأشارت إلى أنّ: "في مثل هذه الظروف، رفض قائد الثورة الإسلامية الحكيم، بفهم دقيق لهذا المشهد، في مناسبات عديدة، المفاوضات مع الحكومة الأميركية الحالية، وتحدث عن صفعة قوية وهجوم مضاد قوي في حال أي سوء نية أو عمل عسكري. وفي نهاية المطاف، ومع تبادل الرسائل المكتوبة بين الولايات المتحدة وإيران، توصلوا إلى اتفاق على عقد مفاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان في مسقط".
هذا؛ وأكّدت الصحيفة أنّه: "إذا كانت إيران قد قبلت، بشكل غير مباشر، بالمفاوضات مع الولايات المتحدة، فإنّ السبب كان، أولًا، تراجع ترامب عن تلك التصريحات الاستفزازية. ثانيًا، إنّ المفاوضات بشأن هذه المواصفات لها تاريخ مع الحكومات الأوروبية بشكل مباشر ومع الحكومة الأميركية بشكل مباشر وغير مباشر في الحكومات السابقة، ومنها حكومة الشهيد السيد إبراهيم رئيسي. ثالثًا، هذا النوع من المفاوضات يهدف إلى توضيح الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، استنادًا إلى فتوى قائد الثورة الإسلامية الحكيم، بهدف إزالة الاتهامات من جهة، ومحاولة إزالة العقوبات الجائرة من جهة أخرى".
وأردفت الصحيفة أنّه: "وبطبيعة الحال، في ما يتعلق برفع العقوبات، فقد أثبتت التجربة أنّ الاكتفاء برفع العقوبات من خلال المفاوضات لأسباب مختلفة لن يؤدي إلّا إلى إضاعة الفرص. ولكن بما أنّ جزءًا من المجتمع يعتقد بأنّ المفاوضات لرفع العقوبات ستكون مثمرة، فإنّ الحكومة، مع الحفاظ على الخطوط الحمراء، ستوافق بالتأكيد على مثل هذه المفاوضات فقط بشأن القضية النووية، بهدف إثبات الطبيعة السلمية لأنشطتها في هذا الصدد، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
النظام الصهيوني يشبه الاتحاد السوفياتي السابق قبل انهياره
بدورها، كتبت صحيفة "قدس": "في خضم المذبحة التي يتعرّض لها سكان غزة، أصبح الجو الاجتماعي في الأراضي المحتلة منفصلًا عن الواقع بشكل متزايد. وأصبحت جرائم النظام وإبادته الجماعية أمرًا طبيعيًّا. لقد خضعت المؤسسات الاستراتيجية لتغييرات واسعة النطاق، وواجه اقتصاد النظام أزمة غير مسبوقة. حادثة تذكّرنا بأوضاع الاتحاد السوفياتي السابق خلال العقدين الأخيرين وفي أثناء انهياره". ولفتت إلى أنّه: "لم يكن أحد يستطيع أن يتصور أنّ جدار برلين سوف ينهار، أو أنّ الاتحاد السوفياتي العظيم سوف يتفكك إلى 15 دولة مستقلة. وإذا نظرنا إلى الوراء اليوم، فمن السهل أن نحدّد قطع اللغز المتشابكة التي تُشكّل ذلك النظام المنهار في المجتمع "الإسرائيلي" الحالي".
كما أوضحت الصحيفة أنّ: "فحص المؤسسات الثلاث المركزية والإستراتيجية للنظام الصهيوني، وهي الجيش والشرطة والمحكمة العليا، يُشكّل في حدّ ذاته دليلًا على الكارثة السياسية والاجتماعية في هذا النظام. يشهد الجيش تغييرات جذرية، وقد استقال عدد كبير من قادته أو أُقيلوا بعد إخفاقات الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر2023. وتُجري أجهزة الشرطة، تحت تأثير إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، تحقيقات في جهاز الأمن العام (الشاباك)، في حين أنّ المحكمة العليا للنظام تُعنى في الواقع بحماية مكانة النظام دوليًّا أكثر من مهمتها المحددة في إرساء العدالة والإنسانية". كما رأت أنّه: "بعيدًا عن التفكك الداخلي لـ"إسرائيل"، يواصل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو سعيه إلى تحقيق طموحاته الإقليمية الخطيرة. وبحسب التقارير، فإنّه بعد عودته من رحلته الأخيرة إلى البيت الأبيض، ضغط على واشنطن للنظر في مهاجمة إيران إذا لم تستوفِ المفاوضات الإيرانية الأميركية شروطًا معينة. وفي الوقت نفسه، يُمارس نتنياهو ضغوطًا على ترامب لتقسيم سورية بطرائقق تخدم المصالح الاستراتيجية لـ"إسرائيل"؛ وكأنّ السوريين ليس لهم رأي في مستقبلهم. ويواصل نتنياهو الحديث عن خطة تهجير سكان غزة قسرًا، في حين يرفض العالم العربي والمجتمع الدولي هذه الفكرة كونه تهديدًا خطيرًا للاستقرار العالمي".
وشددت الصحيفة على أنّ: "اعتماد "إسرائيل" على القوة الغاشمة وحدها هو دليل على انهيار هذا النظام. وقد كان للتوترات السياسية بين مختلف المجموعات الصهيونية ـ وخاصة في ما يتصل بقضية الأسرى ـ تأثير عميق على جيش النظام، إلى درجة أنّ العديد من القادة أعلنوا عدم رغبتهم في مواصلة الحرب في غزة"، وتابعت: "إضافة إلى الإرهاق الشديد الذي يُعانينه جنود النظام، يواجه جيش النظام أزمة جديدة: فقد رفض أكثر من 100 ألف شخص أداء الخدمة الاحتياطية. وذكرت وسائل إعلام صهيونية أنّ أكثر من 100 ألف صهيوني رفضوا الخدمة في قوات الاحتياط منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهذه هي أكبر موجة رفض للخدمة في الجيش منذ حرب لبنان في العام 1982". وأضافت: "لا يوجد شيء طبيعي في ما يحدث حاليًّا في الأراضي المحتلة. إنّ فكرة أنّ هذا الجنون يمكن أن يستمرّ إلى الأبد ليست سخيفة فحسب، بل وخطيرة للغاية أيضًا؛ لأنّه قد يشجع نتنياهو والمسؤولين المتطرفين في الحكومة الحالية على الانخراط في مغامرات إقليمية، لن تؤدي فقط إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، بل ستؤدي أيضًا إلى انهيار النظام وتفككه".
نتنياهو يائس
من جانبها، كتبت صحيفة "إيران": "وقعت حادثة على شواطئ عُمان الهادئة، أثارت قلقًا بالغًا في الأوساط السياسية "الإسرائيلية". انعقدت يوم السبت 12 نيسان/أبريل الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة؛ وبينما أعربت الأطراف المتفاوضة في النهاية عن رضاها، ساد "تل أبيب" العبوس. ووعدت هذه المحادثات بالعودة إلى مسار الدبلوماسية، وبعد سنوات من التهديدات ومحاولات إقناع واشنطن بشنّ هجوم عسكري على إيران، تواجه "إسرائيل" الآن دونالد ترامب، والذي يُفضّل إظهار موقف إيجابي تجاه الدبلوماسية، متّبعًا سياسة الضغط الأقصى الفاشلة ضد إيران".
وأشارت إلى أنّ: "الجولة الأولى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط على الرغم من أنّها عُقدت بدبلوماسية هادئة من دبلوماسيين من الجانبين، فإنّ الإشارات الإيجابية التي خرجت من الاجتماع، والتي أملت استمراره، أثارت مخاوف بين المسؤولين "الإسرائيليين". إنّ أولئك الذين قضوا سنوات في محاولة تحسيس العالم بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني، من خلال الضجيج والتحريض على الحرب، أصبحوا الآن على وشك مواجهة واقع جديد: عودة واشنطن المحتملة إلى طاولة المفاوضات، حتى بالمعايير الإيرانية".
ورأت الصحيفة أنّه: "مع الإعلان عن استمرار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة ومناقشة تحديد إطار الاتفاق، وصلت المخاوف في "تل أبيب" إلى ذروتها. ولقد لجأ "الإسرائيليون" الذين يرون في الدبلوماسية تهديدًا لمشاريعهم المناهضة لإيران إلى تشويه سمعة فريق التفاوض الأميركي هذه المرة. ويرى محلّلون غربيون و"إسرائيليون" أنّ "تل أبيب" لا تمتلك في ظل هذه الظروف أدوات فعالة لمواجهة عملية الاتفاق. إنّ "إسرائيل"، في حين تشعر بالقلق إزاء إقامة مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، تشعر أيضًا بالقلق من أنّ كابوسها الحقيقي قد يتحقّق؛ اتفاق جديد بين طهران وواشنطن يشبه الاتفاق النووي أو أسوأ من وجهة نظر "تل أبيب". وهكذا يتنبأ أغلب المراقبين بأنّ "إسرائيل" ستبذل كلّ ما في وسعها لوقف العملية الحالية؛ على الرغم من أنّها ستواجه العديد من التحديات على طول الطريق. وفي هذا الإطار، يؤكد الخبراء السياسيون على ضرورة اليقظة إزاء تحركات النظام "الإسرائيلي" لتعطيل العملية الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة".
الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيبنيامين نتنياهودونالد ترامبالاتفاق النووي الايرانيالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
21/04/2025
وفاة بابا الفاتيكان
التغطية الإخبارية
لبنان| غرفة التحكم المروري: قتيل و14 جريحًا في 12 حادث سير خلال الـ 24 ساعة الماضية
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم بلدة جبع جنوب مدينة جنين
٩ شهداء بقصف منزل وسط مدينة خان يونس ولا زال البحث جاريًا عن مفقودين
قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف يستهدف قيزان رشوان جنوب غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
فلسطين المحتلة| 3 غارات جوية "إسرائيلية" تستهدف أرضًا زراعية شمال غربي بلدة القرارة في جنوب قطاع غزة
مقالات مرتبطة

وزير الخارجية اليمنية يوجّه نداءً للعالم: أوقفوا العدوان الأميركي

الرئيس بري: أميل إلى اللوائح المقفلة.. انعكاس أي اتفاق أميركي - إيراني على المنطقة سيشمل لبنان

بقائي: التفاصيل المُثارَة حول المفاوضات تكهّنات وعراقتشي سيتوجّه غدًا إلى الصين

تقدير "إسرائيلي": هجوم على إيران سيتسبّب بتصادم مع ترامب

لماذا لم يعد وارداً العدوان "الإسرائيلي"- الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية؟

بوتين يصادق على معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع إيران

الصحف الإيرانية: الصهاينة يطلقون النار ببنادق فارغة

الصحف الإيرانية تهتم بالجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأميركية

الاحتلال يصعّد عدوانه على الضفة.. شهداء ومعتقلون وهدم للمنازل

مستوطنو غلاف غزة لنتنياهو: تعبنا من حرب مستمرّة لا تحقّق أهدافها

إسحاق بريك: الجيش "الإسرائيلي" تكبّد هزيمة مؤلمة ويحتاج لترميم

عاصفة تعليقات بعد إفادة رئيس الشاباك: حصن "الديمقراطية الإسرائيلية" يهتزّ

باحث صهيوني: هذا هو خطأ نتنياهو الإستراتيجي

هل يُقايض نتنياهو رئيس الشاباك؟

قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال: نقترب من رفض الأوامر العسكرية

تقدير صهيوني: "إسرائيل" ستعمل على تجنيد دعم إقليمي لخيار عسكري ضد إيران

الكيان في حالة مفاجأة مستمرة مع أميركا بشأن المفاوضات مع إيران

قرار الرسوم الجمركية يهدّد عرش أميركا المالي
كاتب أميركي: "إسرائيل" تلعب بالنار إذا قرّرت تعطيل المفاوضات الأميركية - الإيرانية

بعد جولتها الثانية.. المفاوضات الإيرانية الأميركية تكشف ثبات المقاومة

جولة روما النووية.. تفاهم حول سلسلة من المبادئ والأهداف

انتهاء الجولة الثانية للمحادثات النووية في روما.. عراقتشي: اجتماع فني الأربعاء وآخر سياسي السبت

تطورات المفاوضات الأميركية الإيرانية محط اهتمام الصحف الإيرانية

مفاوضات مسقط محور اهتمام الصحف الإيرانية: اليد العليا لإيران
