الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: مفاوضات عمان مع واشنطن تنطلق وسط تشاؤم بعض التيارات
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 12 نيسان 2025 بالحدث المرتقب وهو بدء جلسات التفاوض في عمان بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية بوساطة عمانية، حيث كتبت الصحف حول هذه الجولة من المفاوضات، مع طغيان جو من عدم التفاؤل بنتائجها عن كثير من التيارات الأصولية الثورية.
مفاوضات بخطوط حمراء ثابتة
بداية، كتبت صحيفة رسالت: "محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة ستعقد في سلطنة عمان اليوم السبت. وسيرأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقتشي، وسيرأس الوفد الأميركي ستيف ويتوك، كبير المفاوضين الأميركيين والممثل الخاص لترامب في منطقة غرب آسيا، وسيلعب وزير الخارجية العماني السيد بدر البوسعيدي دور الوسيط.
[...] إن التصرفات غير المبدئية والمهيمنة التي قامت بها الولايات المتحدة على مدى العقود القليلة الماضية تجاه إيران والعالم خلقت حالة من عدم الثقة لا يمكن إنكارها تجاه الولايات المتحدة. ولذلك، وكما قال عراقتشي أيضًا، فإن هذه المفاوضات هي فرصة لاختبار سلوك الأميركيين، ويجب على الطرف الآخر ألا يعتقد أن هذه المفاوضات ستكون بداية لاستمرار المفاوضات، بل هي مجرد عملية تحقق، واستمرارها مشروط بحسن سلوك أميركا.
[...] وأثبتت التجربة أن الأميركيين عادة ما يمدون أيديهم بالدبلوماسية ويعززون قوتهم العسكرية خلف الكواليس، لأن الدول التي تتحدث وتتفق على الورق فقط لا تتاح لها الفرصة لكتابة المزيد من صفحات التاريخ. وبناء على هذا، ينبغي للجانب الأميركي أن يعلم أن القوات المسلحة الإيرانية، كما أكدت مرارًا وتكرارًا، في حالة تأهب كامل وجاهزة للرد على أي تهديد. ويجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن وهم الترفيه الدبلوماسي لتستعد للخيار العسكري، لأن قواعدها ومصالحها تقع في متناول إيران، على الرغم من أن طهران أكدت دائمًا على حسن الجوار وضمان أمن جيرانها.
[...] وقد أظهرت التجربة أن الأميركيين عادة ما يقترحون وينفذون نهجًا تفاوضيًا مع الفائدة الإضافية المتمثلة في الاهتمام بمصالح وأهداف النظام الصهيوني. على سبيل المثال، في الصيف الماضي، بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، دعا الأميركيون إيران إلى ضبط النفس بحجة مفاوضات وقف إطلاق النار، ولكن كما ذكر الرئيس بزشكيان أيضًا، فإن الولايات المتحدة لم تفِ بوعدها بل وعملت حتّى على تقوية النظام الصهيوني. في المرحلة الحالية، ينبغي على الأميركيين الانتباه إلى عدة نقاط:
أولًا، إن دعم إيران لجبهة المقاومة لا نهاية له، ولم يكن هناك ولن يكون هناك أي تسوية بشأنه.
[...] ثانيًا، وكما أكدت إيران مرارًا وتكرارًا، فإنها لا تمتلك أي قوات بالوكالة في المنطقة، والمقاومة هي الشعوب المستقلة في المنطقة التي تواجه أميركا والنظام الصهيوني على أساس معتقداتها وقيمها وإنسانيتها.
بناء على ذلك، فإن المفاوضات لا يمكن أن تكون ذريعة للأميركيين لمطالبة إيران بحثّ فصائل المقاومة من غزّة ولبنان إلى العراق واليمن على ضبط النفس.
[...] ثالثًا، يجب على أميركا أن تعلم أن عصر لعب دور الشرطة الجيدة والسيئة مع النظام الصهيوني قد انتهى، وأن مزاعم مثل أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة فوجئ بنهج ترامب التفاوضي مع إيران، أو أن هذه الرحلة تهدف إلى إطلاعه على نهج ترامب التفاوضي مع إيران، هي مزاعم غير مقبولة. إن سلوك ترامب والبنية الحاكمة في الولايات المتحدة يظهر أنهم لا يقومون بأي عمل من دون التنسيق والاعتبار لمصالح ورغبات الصهاينة".
هل التفاوض يوم السبت خلاف توجيهات القائد؟
بدورها، كتبت صحيفة همشهري: "هناك شك يُثار هذه الأيام بين جزء من الحركة الثورية، وهو أن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة لا تحدث فرقًا وهي وسيلة لتجاوز تحذيرات قائد الثورة (آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي)، وحجتهم هي أن التفاوض بأي شكل من الأشكال لن يكون مجديًا.
[...] أولًا: أعلن ترامب نبأ المفاوضات المباشرة، ولكن تم تكذيب الخبر، حيث أعلن عراقتشي أن مفاوضاتنا ستكون غير مباشرة بالتأكيد. وذكرت وسائل الإعلام على الفور أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أنها لن تشارك إذا كانت المفاوضات غير مباشرة. والنقطة الواضحة هي أنه بالنسبة للأميركيين، هناك فرق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة. ولكن لماذا؟
ثانيًا: [...] في الأساس، رسالة المفاوضات غير المباشرة تختلف عن المفاوضات المباشرة، وقد فهم الغربيون والأميركيون هذا الاختلاف جيدًا، على الرغم من أن البعض في الداخل لا يدركون ذلك. الحقيقة هي أنه عندما نتحدث عن المفاوضات فإننا نعني مفاوضات ذات قواعد دبلوماسية، وليس مجرد أي تحية. من الممكن أن يرى مسؤول إيراني مسؤولًا أميركيًا ويتبادلان المصافحة والتحية، لكن هذا لا يُسمّى تفاوضًا حقًا. إنّ المفاوضات الدبلوماسية تعنى أكثر من مجرد محادثة بسيطة.
[...] إن التفاوض المباشر ينقل حسن النية والثقة بين الأطراف. وهذا يختلف عما إذا كانت المفاوضات مثمرة أم لا. إن ما هو غير منطقي وغير شريف وغير ذكي هو تجاهل التجارب الماضية والثقة والإيمان الجيد بشخص خالف وعده لمدة أربعين عامًا أو نحو ذلك [...] .
والآن لماذا تم الاتفاق على المفاوضات غير المباشرة؟ لكسر الثنائية الوهمية التي خلقها ترامب: الحرب أو المفاوضات. حتّى لا يقول البعض ما العيب في التفاوض عندما نستطيع أن نزيل شبح التهديد عن البلاد.
وهنا أظهرت الجمهورية الإسلامية شجاعتها. وإذا كانت أميركا تريد أن تظهر حسن نيتها في حل هذه القضية، فيمكنها أن تفعل ذلك من خلال المفاوضات غير المباشرة.
لكن المهم هو أن تجربة جديدة يتم خلقها، وأن الناس والرأي العام في العالم يدركون أن أميركا ليس لديها نوايا حسنة ولا ينبغي الوثوق بها".
محظورات التفاوض مع عدو شرس
هذا، وكتبت صحيفة مردم سالاري: "لقد كان نموذج الحكم الذي انتهجه ترامب خلال فترتي رئاسته يعتمد على الفردية واتّخاذ القرار خارج إطار الحكم في الولايات المتحدة. إن الاتّجاه الذي رأى في الحكومة الكبيرة المشكلة الرئيسية للبلاد واتبع نهجًا فوضويًا للانتقال من الوضع الحالي إلى عصر الحكم بلا حكومة ينعكس في هجوم ترامب على المؤسسات العامة للولايات المتحدة والسياسات السابقة للبلاد، وخاصة في السياسة الخارجية.
العديد من المحللين والسياسيين حول العالم، في مواجهة نموذج ترامب الفوضوي، يعتبرونه مستبدًا مطلقًا أو الديكتاتور الأعظم في كلّ الأنظمة الديمقراطية التي تحولت إلى ديكتاتوريات.
[...] والآن، في ظل إدارة ترامب الثانية، التي تنتهج سياسة خارجية عدوانية ضدّ إيران من خلال التهديد بالحرب ومهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بشكل استباقي، اتبعت إدارة ترامب وإيران نمطًا من كسر المحظور في العلاقات، وتستمر المفاوضات خلف الكواليس لتجنب الحرب والتوصل إلى اتفاق.
[...] لقد أظهر ترامب أنه يرغب في استمرار العلاقات المتوترة بين أميركا وأعدائها، إلى جانب كسر المحرمات واستعادة العلاقات الودية والتفاعلات معهم.
إن كسر المحرمات المستمرة منذ ما يقرب من خمسين عامًا بين إيران والولايات المتحدة باعتبارهما جانبين لصراع جيوسياسي عالمي خفي ومفتوح من شأنه أيضًا أن يؤدي إلى إقامة نظام عالمي جديد.
لقد كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الإدارة الأولى والأشهر الأربعة الأخيرة من الإدارة الثانية لترامب تعتمد على فردية الحاكم، ويحاول ترامب تحقيق المصالح الاستراتيجية لبلاده بقدراته الفردية.
إن رغبة ترامب في ترسيخ نفسه كرئيس عظيم وشخصية مهمّة في النظام العالمي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال كسر المحرمات في السياسة الخارجية.
إن نموذج السياسة الخارجية الذي تنتهجه إدارة ترامب غامض إلى درجة أنه من الصعب تحليله. لكن هذا الغموض في السياسة الخارجية مكّن ترامب من تمهيد الطريق للمفاوضات واستعادة العلاقات السابقة تحت ستار التهديدات من أعداء الولايات المتحدة الرئيسيين، مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية وحماس وغيرها. إن كسر ترامب للمحرمات في التفاوض مع أعداء أميركا الأولين، والذي تسبب في القلق وعدم الرضا بين أصدقائه، قد يحقق رغبة ترامب في تعطيل النظام العالمي وجعل الأعداء أقرب إلى الولايات المتحدة من الأصدقاء".
الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالاتفاق النووي الايراني
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
التغطية الإخبارية
3 شهداء في قصف صهيوني استهدف منزلًا بمنطقة الضابطة الجمركية شرق مدينة خان يونس
لبنان| ناصر الدين يشجب الاعتداء على صيدليات: أمن المرافق الصحية أولوية قصوى
لبنان| الطيران الحربي الصهيوني يخترق الأجواء فوق صور وبنت جبيل
إعلان حال الطوارئ في كيتو وسبع مقاطعات بسبب أعمال العنف في الإكوادور
لبنان| قبيسي: لن نرضخ لأي ابتزاز وتهويل للتخلي عن ثوابتنا وثقافتنا
مقالات مرتبطة

مفاوضات مسقط: حظوظها وضوابط الإمام الخامنئي لها

الولايات المتحدة تُسلِّم بالأمر الواقع وتخضع أمام صلابة الموقف الإيراني

تقرير أميركي: كذبة واشنطن عن حقوق الإنسان تفضحها دماء غزّة

كاتب أميركي يشكك في فاعلية التصعيد الأميركي ضد أنصار الله

القوات المسلحة اليمنية تستهدف "ترومان" وهدفين عسكريين للعدو في يافا المحتلة

خبيرة أميركية: البديل عن المسار التفاوضي مع إيران هي الكارثة

إيران: محادثات السبت ستكون اختبارًا لنوايا أمريكا

قائد الجيش الإيراني: ننتج كل ما نحتاجه على يد شباننا من أجل الدفاع

"أجواء إيجابية".. انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة

إيران: لا هدف لنا في محادثات مسقط غير تأمين مصالحنا الوطنية

يخشى مما هو قادم.. ترامب فهم بالفعل تبعات الهجوم على إيران

عراقتشي لصحيفة واشنطن بوست: لكي تمضي المفاوضات قدمًا يجب استبعاد الخيار العسكري
