في 9 نيسان .. العراق يستذكر الشهيد الصدر وسقوط نظام صدام

يستذكر العراقيون، في التاسع من شهر نيسان/إبريل من كل عام، مناسبتين مهمتين لكل واحدة منهما لها دلالاتها ومعانيها وأبعادها العظيمة. 

المناسبة الأولى تتمثل باستشهاد المفكر الإسلامي المرجع السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى، واللذان أقدم نظام البعث الحاكم في العراق حينذاك على إعدامهما في اليوم المذكور من العام 1980، أي بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام روح الله الخميني بأربعة عشر شهرًا.

أما المناسبة الثانية، فقد تمثلت بسقوط نظام حزب البعث بزعامة صدام حسين في العام 2003، بفعل حرب قادتها الولايات المتحدة الأميركية وشاركت فيها أكثر من ثلاثين دولة بمستويات مختلفة، علمًا أن الولايات المتحدة كانت من أكبر المساندين والداعمين لذلك النظام في حربه ضد ايران، وقمعه الشعب العراقي بمختلف مكوناته، وارتكابه كمًّا هائلًا من الجرائم البشعة والمروعة المنافية لكل القوانين والمواثيق الدولية والقيم والمبادئ الإنسانية على امتداد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

رئيس الجمهورية: نستذكر باعتزاز مواقف الشهيد الصدر

في تدوينة له على منصة التواصل الاجتماعي(إكس)، قال رئيس جمهورية العراق، عبد اللطيف جمال رشيد: "في ذكرى استشهاد سماحة السيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية بنت الهدى، في يوم سقوط نظام الاستبداد، نستذكر باعتزاز الموقف الشجاع للشهيد الصدر في مواجهة الدكتاتورية التي أدخلت البلاد في الحروب والصراعات العبثية والإجراءات التعسفية على العراقيين". وأكد الرئيس رشيد بهذه المناسبة: "ضرورة تعزيز التجربة الديمقراطية في البلد، والحفاظ على ما تحقق من منجزات وطنية، والعمل المشترك بين الجميع لضمان عدم تكرار مآسي الماضي، والانطلاق نحو بناء مستقبل مزدهر يعيش فيه جميع العراقيين بأمن وسلام".

رئيس الوزراء: سقوط صدام تحقق بفضل التضحيات العظيمة لكل العراقيين

من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان له بهاتين المناسبتين: "تمر علينا اليوم الذكرى الثانية والعشرين لسقوط النظام الدكتاتوري، فبعد سنين طوال من الظلم والتعسف وتدمير البلاد، واستباحة العباد، ولَّت إلى غير رجعة أسوأ طغمة تسلطت على العراق والعراقيين". وأكد السوداني أنه: "ما كان لهذا النظام أن يسقط لولا التضحيات العظيمة التي قدمها أبناء شعبنا، من مختلف المكونات، ومن جميع القوى الإسلامية والوطنية. وقد شاءت القدرة الإلهية أن يتزامن هذا السقوط للنظام البعثي الاستبدادي، مع ذكرى استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وأخته السيدة آمنة الصدر -رضوان الله عليهما- بما مثله هذا الحدث من انتهاك وجرم، تجاوز به النظام المباد كل القيم والأعراف والمواثيق".

وأضاف قائلًا: "نحن إذ نحتفي بهذه الذكرى، فإننا نؤكد أهمية المكتسبات التي تحققت لأبناء شعبنا الكريم في التأسيس لنظام ديمقراطي يكفل حقوق جميع العراقيين، في ظل الدستور والقانون. وإن بلدنا اليوم- بفضل الله-يعيش أمنًا واستقرارًا ملحوظين، وانطلاقًا لعجلة الإعمار والتنمية، وهو ما حرصت حكومتنا على تحقيقه منذ بداية عملها التنفيذي بأن تتحرك في مسارات البناء السياسي والإصلاح الاقتصادي وتحقيق طموحات وتطلعات أبناء وطننا الكريم".

نائب رئيس البرلمان: استشهاد السيد الصدر خسارة كبيرة

بدوره؛ رأى النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي محسن المندلاوي أن: "استشهاد المفكر الإسلامي الكبير السيد الصدر -رضوان الله تعالى عليه- خسارة فادحة ليس للعراق، فقط بل للأمة قاطبة، وبتغييبه عن المشهد أراد أعداؤه القضاء على دوره الريادي في مقارعة الديكتاتورية واغتيال مشروعه العلمي والفكري، والذي يهدف لبناء الإنسان وإصلاح المجتمع ونهضة الأمة وفقًا لمبادئ الإسلام، وإسكات صوته الشجاع في مناصرة المظلومين وتخليصهم من الطغيان والفساد".

كما أكد المندلاوي: "أن الدم الطاهر لشهيد العراق والأمة، والذي سال فداءً للقيم الدينية والوطنية، مثّلَ البداية لانحدار حقبة البعث الدموية وزوالها من جسد العراق"؛ مشيرًا إلى: "أن تزامن سقوط نظام المجرم صدام مع ذكرى استشهاد السيد الصدر هي انتقام إلهي واقتصاص لكل الدماء التي سفكت ظلمًا وعدوانًا، وإثبات أن التجبر والتسلط والعلو لا يحفظ مُلكًا، ولا يفني فكرًا وعلمًا".

العراقمحمد باقر الصدر

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم