الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الأمم المتحدة في موت دماغي
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الثلاثاء 18 آذار 2025، باقتراب انتهاء العام "الفارسي" الجاري وبدء العطلة الطويلة نسبيًا في الكثير من المرافق الخاصة والعامة في أعياد النوروز، وهذا ما دعاها إلى إجراء مراجعات في أحداث العام الماضي، كما اهتمت الصحف أيضًا بالتطورات الإقليمية لا سيما المواجهات الأخيرة بين اليمن وقوات الولايات المتحدة الأميركية.
أميركا في مستنقع عدم الثقة
كتبت صحيفة رسالت: "واحدًا تلو الآخر، يصدر حلفاء أميركا بيانات سلبية تدين فرض واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم إلى البلاد. طبيعة الأمر أكثر تعقيدًا مما قد يتصوره المرء. إذ بعد عودته إلى البيت الأبيض، جعل دونالد ترامب من أولوياته تنفيذ سياسات تجارية صارمة وزيادة الضغوط الاقتصادية على الصين وأوروبا وشركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة. أولوياتٌ أحدثت تقلباتٍ حادةً في الأسواق المالية، ووضعت العالم على شفا حربٍ تجارية. ويُعدّ فرض إدارة ترامب رسميًا هذه الرسوم الجمركية أمرًا بالغ الأهمية، إذ لم تُجرِ أي استثناءات، بل تجاهلت المشاورات السرية بين قادة الدول الحليفة لأميركا في البيت الأبيض بشأن إعفائهم من هذه الحرب الجمركية. لقد وضعت حرب الرسوم الجمركية التي شنها ترامب الاقتصاد العالمي على حافة صدمة جديدة؛ وضعٌ قد يُسبب تباطؤًا في النموّ الاقتصادي، وتشديدًا في التجارة، وارتفاعًا في التضخم في العالم. سيعاني حلفاء أميركا أيضًا في هذه المعادلة، ولا يوجد فرق يُذكر بينهم وبين اللاعبين الدوليين الآخرين.
تابعت الصحيفة: "حلفاء أميركا في صدمة عميقة! لقد ظنوا أن ترامب سوف يفرّق بينهم وبين الآخرين، على الأقل في سياساته في حرب الرسوم الجمركية، لكن تنفيذ التوجيه الأخير للبيت الأبيض لم يترك مجالًا لتفاؤلهم الكاذب. لقد هاجم ترامب حتّى بيادقه وشركاءه في مجال العلاقات الدولية: من بريطانيا وأستراليا إلى اليابان والاتحاد الأوروبي، وهم الآن يواجهون إعلان حرب رسمي من واشنطن في الساحة الاقتصادية، إذ من المقرر أن تتوسع لتشمل السلع والصناعات الأخرى. وفي الأسابيع والأيام الأخيرة، أثار قائد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مرارًا وتكرارًا مسألة عدم الثقة المطلقة بالحكومة الأميركية الجديدة وسبب عدم التفاوض معها، وذلك في مواقفه المبدئية والقيمة. ما حدث مؤخرًا في أثناء تطبيق قرار ترامب بشأن التعريفات الجمركية هو مثال واضح على قوة الإمام الخامنئي (دام عزة) في الملاحظة والتحليل. وفي ظل الوضع الذي لا تظهر فيه حكومة الولايات المتحدة أي رحمة حتّى تجاه الجهات الفاعلة التابعة لها وحلفائها في النظام الدولي، تتجاهل استنادًا إلى معلومات موثوقة الاتفاقات التي أبرمتها وراء الكواليس معهم، في الأسابيع الأخيرة، في توجيهاتها التنفيذية، لذلك مصداقية الجهاز الدبلوماسي والسياسي الخارجي في تعامله مع بلدنا قد نفدت أيضًا. نحن نواجه حكومةً لا تتردّد في مهاجمة حتّى أقرب المقربين منها. في ظل هذه الظروف، كيف يُمكننا حقًا الحديث عن مفاوضات فعّالة ومُثمرة مع حكومة كهذه في واشنطن؟".
الموت الدماغي للأمم المتحدة
كتبت صحيفة جام جم: "تمضي الأيام والساعات الأخيرة من العام 1403هـ - العام الفارسي الحالي والذي شارف في هذه الأيام على نهايته- والمجتمع الدولي يشهد أحداثًا مريرة ومقلقة. إن هذا العام، والذي يصادف معظم العام 2024 باستثناء الأشهر الأخيرة منه، كان العام الذي أصيبت فيه الأمم المتحدة المنظمة التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتي كان واجبها الرئيسي، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، بالموت الدماغي في أعقاب التمرد الجامح الذي لا يعرف حدودًا، والذي قامت به الولايات المتحدة و"إسرائيل". وطوال العام، باستثناء بعض التصريحات التي أدلى بها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للمنظمة وبعض اجتماعات مجلس الأمن الاستعراضية، كانت الأمم المتحدة بمثابة مراقب سلبي للجرائم التي كانت تحدث بعد إنشاء المنظمة الذي دام 75 عامًا.
تابعت الصحيفة: "شهد العالم هذا العام مرارًا وتكرارًا العدوان السافر من الولايات المتحدة وبريطانيا، العضوين الدائمين في مجلس الأمن، على اليمن والأعمال الإرهابية والمنظمة للنظام "الإسرائيلي"، بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والجرائم غير المحدودة التي ارتكبتها "إسرائيل" في منطقة غرب آسيا، وخاصة في منطقة المعركة المحورية غزّة. ... بل إن النظام "الإسرائيلي" المارق ذهب إلى حدّ التهديد بإقالة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش لانتقاده جرائم "إسرائيل" ضدّ شعب غزّة. وبينما يعاني العالم يسبب أفعال "إسرائيل" غير الإنسانية وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق المدنيين في مناطق أزمات أخرى من العالم، بما في ذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا، واجه تحديًا أكبر مع فوز ترامب في انتخابات الأميركية وخطابه المليء بالتهديدات والعقوبات والأحادية. ومع تولي ترامب السلطة، ازداد نتنياهو جرأةً، فقام مرارًا وتكرارًا بانتهاك سيادة عضوين رسميين في الأمم المتحدة، سورية ولبنان.
تضيف الصحيفة: "بمراجعة مواقف وأفعال ترامب عالميًا، ونتنياهو في الشرق الأوسط، يبدو أن أسس السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي تواجه مخاطر جدية، خاصة أنه لا توجد عمليًّا أي آليات قوية لاحتواء هذه العناصر المزعزعة للاستقرار، وعلى رأس هذه الآليات الأمم المتحدة التي صارت في غيبوبة. مع تتبع نتائج التطورات الإقليمية والدولية التي شهدها العالم خلال هذا العام، يُمكننا الاستنتاج أن هذا العام يُعدّ عامًا قياسيًا من حيث تسجيل أفعال تُخالف المعايير الدولية وتُلحق الضرر بعملية ترسيخ المبادئ والأنظمة الدولية، والتي تولّت الولايات المتحدة و"إسرائيل" زمامها. ويُخشى أن يُفاقم عدم احترام الأنظمة والأعراف الدولية من اضطراب هيكل النظام الدولي".
مكانة إيران المهمّة في تحييد المؤامرة ضدّ اليمن
كتبت صحيفة قدس: "في الأيام الأخيرة، وتحت تأثير النهج المتحيز الذي تنتهجه إدارة دونالد ترامب تجاه بعض التحديات، بما في ذلك فلسطين، والذي ينفذ بتوجيه مباشر من النظام الصهيوني، بدت التطورات في منطقة غرب آسيا تصبح أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى وهي محملة بأحداث كبرى. المحور الغربي- الإسرائيلي الذي يسعى دائمًا إلى تحجيم وإضعاف محور المقاومة، سعى هذه المرة من خلال التركيز على أنصار الله إلى إقصاء الحركة اليمنية من الميدان. ..وبالتزامن مع هذه الحادثة، نشهد بداية موجة من الاتهامات ضدّ الجمهورية الإسلامية من الغرب، فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض أدريان واتسون، في إشارة إلى دعم إيران لأنصار الله: "هذا النهج، وخاصة في أزمة غزّة، أعطى الحوثيين القدرة على العمل ضدّ النظام الصهيوني في البحر". وأكد أيضًا: "من دون الدعم الإيراني؛ أنصار الله ستواجه مشاكل خطيرة في تحديد ومهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن"... هذا؛ وتأتي محاولة العدوّ استغلال التطورات الإقليمية وإطلاق موجة من الخوف من إيران في وقت تؤكد فيه الجمهورية الإسلامية على استقلال أصوات أحزاب المقاومة، على الرغم من مواصلة مهمتها القديمة في دعم محور المقاومة، والذي يهدف إلى تعزيز التضامن والوحدة بين الدول الإسلامية في معارضة الخطط الشريرة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وهذا النهج الذي يحقق مرونة محور المقاومة ظهر جليًا عندما أطلق المقاتلون الفلسطينيون عملية طوفان الأقصى، وأيضًا عندما بدأ حزب الله معركته ضدّ الاحتلال.
تتابع الصحيفة: "حركة أنصار الله في اليمن، كونها أحد الركائز الأساسية في جبهة المقاومة، كانت تتّخذ قراراتها الإقليمية دائمًا باستقلالية تامة وبناءً على رؤيتها الخاصة. وفي هذه المرحلة، ومع أن الجمهورية الإسلامية كانت محط اتهامات غربية بسبب دعمها للمقاومة، فإن طهران لن تتخلى عن هذا المسار أبدًا وستقف إلى جانب أنصار الله. والآن، في ظل الضغوط الشديدة التي يتعرض لها اليمن، فإن دعم طهران المفتوح لأنصار الله حتّى إخماد الفتنة نهائيًا سيستمر ليس على المستوى الدبلوماسي فحسب، بل وأيضًا في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، تمامًا كما كانت هذه القضية في صدارة المشاورات خلال زيارة السيد عباس عراقتشي إلى سلطنة عمان.
تختم الصحيفة: "تظهر هذه الهجمات أن السياسات الأميركية لم تتغير في دعم النظام الصهيوني، سواء في عهد ترامب أم بايدن، وأن كلاهما لا يدخر أي جهد في تعزيز نوايا "تل أبيب" في التحريض على الحرب وانتهاك حقوق شعوب المنطقة. في المقابل، ما قام به أنصار الله، خلال عملية طوفان الأقصى، ليس بادرة إنسانية فحسب، بل هو عمل مستقل وإستراتيجي لدعم الشعب المظلوم في غزّة وفلسطين، وهو واجب ليس على إيران فحسب، بل على جميع المسلمين أيضًا، أن يتخّذوا الإجراءات للدفاع عنهم بحسب إمكاناتهم. وفي ظل هذه الظروف، لا بد من مواصلة الجهود العالمية لدعم الحكومة اليمنية ومنع استمرار جرائم الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني، وفي هذا الصدد، فإن مسؤولية أثقل تقع على عاتق الحكومة والشعب الإيراني".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
18/03/2025
الصحف الإيرانية: الأمم المتحدة في موت دماغي
17/03/2025
الإمام الخامنئي: الشعب اليمني منتصر حتمًا
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| الاحتلال يواصل هدم منازل المواطنين في مخيم نور شمس بطولكرم
فلسطين المحتلة| شهيدان وإصابات في غارة "إسرائيلية" على منزل في بلدة القرارة بخان يونس
لبنان| أمن الدولة: وقف جميع رخص تسهيل المرور وأوامر المهمة الصادرة قبل 13 الجاري
بالصور.. تزامنا مع اقتراب ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام.. الصحن الحسيني الشريف يلبس ثوب الحزن في النجف الاشرف
آليات الجيش اللبناني تتحضر للدخول إلى الجزء اللبناني من بلدة حوش السيد علي على الحدود مع سورية
مقالات مرتبطة

تنديد عربي ودولي باستكمال حرب الإبادة على قطاع غزة

نائب رئيس الجمهورية الإيرانية: قادرون بالدبلوماسية الثقافية إحباط مُخطّط "الرّهاب من إيران"

الخارجية الإيرانية: سنردّ بحزم على أيّ عدوان على أراضينا

الصحف الإيرانية: الضغط الأميركي على طهران لن يُثمر أبدًا

اللواء سلامي: لا دور لإيران في تنظيم السياسات الوطنية اليمنية.. وسنرد بشدّة على أي تهديد

سلوك أميركا في التفاوض مع إيران محط اهتمام الصحف الإيرانية

الصحف الإيرانية: مناورات الجمهورية مع روسيا والصين رسائل في البعد الاستراتيجي

الصحف الإيرانية: ماذا يريد ترامب؟
