إنا على العهد

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الضغط الأميركي على طهران لن يُثمر أبدًا
17/03/2025

الصحف الإيرانية: الضغط الأميركي على طهران لن يُثمر أبدًا

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 17 آذار/مارس 2025 بالتطورات الحاصلة على الساحة الدولية لناحية العلاقات الروسية - الأميركية وتأثيرها على الجمهورية الإسلامية في إيران.

كما اهتمت بالنقاش المستمر حول الرسالة التي أرسلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للجمهورية الإسلامية والموقف الرسمي منها.

يد أميركا فارغة من العقوبات على إيران

بداية مع صحيفة "جام جم التي قالت إن "المشهد المثير للاهتمام في العلاقات الدولية اليوم يستحق دراسة معمقة من هذا المنظور: من ناحية، يزعم الأميركيون أن إيران أصبحت ضعيفة في المنطقة، ومن ناحية أخرى، يكرّرون فرض عقوبات مضاعفة على إيران على سبيل المثال، فرضوا عقوبات على وزير النفط الإيراني مرة واحدة، ولكن الآن بعد أن تغير الوزير، فإنهم يفرضون عقوبة أخرى ويعاقبون الوزير الجديد. هذا يدل على عجزهم في مجال فرض العقوبات، فقد جربوا كلّ ما يمكنهم فرض العقوبات عليه، ومن ناحية أخرى فإن وسائل إعلامهم نشطة للغاية في التظاهر بأن أميركا تريد المفاوضات وإيران ترفض التفاوض، في حين أن هذه كذبة صارخة تزرعها إمبراطورياتهم الإعلامية. لقد وصلنا بالفعل إلى نقطة التوصل إلى اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن أميركا أخلت بوعودها وتراجعت عن الوعود الدولية".

وأضاف "أصبح الأميركيون يدركون الآن أكثر من أي وقت مضى وأفضل من أي شخص آخر أن حجم ديونهم، سواء في الداخل أو الخارج، مذهل إلى حد أنهم يديرون ظهورهم لحلفائهم التقليديين، مثل أوروبا. كان من غير المسبوق أن يثور الشعب الكندي على أميركا بهذه الطريقة، ويعاقبها ويحاسبها على الظلم الذي ألحقته به. ويحدث الشيء نفسه في دول مختلفة وفي أوروبا. والآن، تواصل الصين مسيرتها نحو اكتساب القوّة لتصبح الاقتصاد الرائد في العالم، وربما تؤدي الجهود الأميركية إلى إبطاء هذه العملية في بعض الأحيان، لكنّها لن توقفها". 

وبحسب الصحيفة، يسعى الأميركيون إلى الخروج من هذه الهاوية كي لا ينهاروا على المدى البعيد. ولذلك، في مثل هذه الأوقات، وبينما يقرعون طبول العقوبات ويطالبون بضغط مضاعف وشامل على إيران، يكتبون أيضًا رسائل التفاوض. إن المساعي الأميركية للضغط على إيران للتخلي عن مواقفها المبدئية لن تُثمر أبدًا. في الوقت الحالي تسعى إيران بكلّ قوة إلى تحقيق مصالحها على الساحة الدولية، ويعد انعقاد اجتماع نواب وزراء خارجية إيران والصين وروسيا في بكين بشأن القضية النووية الإيرانية تعبيرًا عن هذه القوّة. إن البيان الختامي لهذه القمة يوضح أن حلفاء إيران يتحركون بما يتماشى مع مصالح إيران، وأن طهران أصبحت الآن في وضع يمكنها من تأمين مصالح البلاد الحالية والمستقبلية بشكل استشرافي. ولذلك فإن الأميركيين الذين أرسلوا لنا الآن رسالة، تلقوا في السابق هذه الرسالة الضمنية، وهي أن إيران بلد حر لا يهيمن ولا يقبل الهيمنة. وهذا هو المبدأ الأساسي الذي ستقرر إيران على أساسه كيفية تحريك البلاد إلى الأمام بما يخدم مصالح الأمة في المستقبل".

رسالة مقابل رسالة

بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "نشرت وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين مقالات تتعلق برسالة ترامب إلى قائد الثورة. وبحسب المعلومات التي وصلت أن محتوى هذه الرسالة عبارة عن:
1. أكد ترامب في هذه الرسالة أن البعض في النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة يريدون هجومًا عسكريًا على إيران، لكن هو نفسه صاحب الكلمة الأخيرة في كيفية التعامل مع إيران.
2. في هذه الرسالة قسم ترامب مطالبه إلى قسمين عامين: في الجزء الأول، في ما يتعلق بالقضية النووية، دعا ترامب إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل وزيادة عمليات التفتيش لضمان ذلك. وفي الجزء الثاني؛ تمّ التطرق إلى قضية القدرات الصاروخية الإيرانية، ودعا الرئيس الأميركي إلى فرض قيود يمكن التحقق منها على برنامج الصواريخ الإيراني.

ووفق "وطن أمروز"، يظهر محتوى رسالة ترامب أنه في حين يدعي استعداده للتوصل إلى اتفاق، فإنه وجّه أيضًا تهديدات ضدّ إيران، كما صرح بذلك في مواقفه الرسمية والمعلنة. وفي ما يتعلق بالقضية النووية، كرّر ترامب في هذه الرسالة نفس المواقف الرسمية تقريبًا ودعا إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وهي مسألة لن توافق عليها إيران بالتأكيد أبدًا. في ما يتعلق بالقدرة الصاروخية، ورغم أن الأميركيين سبق أن طرحوا أمثلةً على تقييد البرنامج الصاروخي، فإن هذه الرسالة تدعو فقط إلى تقييد البرنامج الصاروخي الإيراني وإمكانية دراسة هذا التقييد من خلال المراقبة والتفتيش. وبالطبع، من الواضح تمامًا أن إيران لن تقبل بأي تقييد لبرنامجها الصاروخي، وتعتبر ذلك انتهاكًا خطيرًا لأمنها القومي. وبصورة خاصة خلال الحرب الأخيرة بين الكيان الصهيوني والمقاومة، فقد أصبح واضحًا إلى أي مدى شكلت القوّة الصاروخية رادعًا لإيران. وبشكل عام، فإن ما طرحه ترامب في هذه الرسالة والمطالب التي حددها ضدّ إيران تتطابق تقريبًا مع المواقف الرسمية للولايات المتحدة ضدّ إيران منذ إدارة أوباما. بمعنى آخر، فإن مطالب ترامب في هذه الرسالة هي نفس المطالب الأميركية المعتادة من إيران، وحتّى في المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي، كان الموقف الأميركي الأولي يتضمن هاتين القضيتين: تفكيك البرنامج النووي، والحد من البرنامج الصاروخي، وحتّى المطالبة بوقف إيران للتعاون مع جبهة المقاومة".

هل يتوسّط بوتين؟

أمّا صحيفة "إيران" فركّزت على الشأن الروسي، فسألت: "لماذا أصبحت روسيا نشطة في عملية المفاوضات النووية؟ هل تخدم العلاقة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، والتي من المتوقع أن تسير على مسار الصداقة بسبب السلام المحتمل في أوكرانيا، قضية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة؟"، وقالت "هذه هي الأسئلة المتكرّرة التي استحوذت على اهتمام العقول العامة ودوائر الإعلام والأخبار أكثر من أي شيء آخر هذه الأيام، وربما لا يوجد أحد أفضل من مهدي سنائي للإجابة عليها. ورغم أنه يتولى الآن مسؤولية مهمّة وهي نائب المدير السياسي في مكتب الرئيس، فإنه كان من الممكن أن يكون مرجعًا جيدًا لنا لسؤاله عن دور الكرملين في أواخر المفاوضات النووية، وذلك بسبب وجوده لمدة ثماني سنوات سفيرًا لطهران في موسكو وخلفيته في الدوائر الأكاديمية والسياسية الروسية".

وتابعت "يعزو سنائي هذا الأمر إلى تفاؤل ترامب الشخصي تجاه روسيا والتفضيل التاريخي والتقاليدي للروس للجمهوريين، فإن ترامب متفائل تجاه روسيا، والروس لديهم مصلحة خاصة في ترامب. وبطبيعة الحال، في الماضي، خلال الفترة الأولى لرئاسة ترامب، لم يسفر هذا الاهتمام عن أية نتائج محدّدة سوى بعض المحادثات واللقاءات. لكن هذه المرة، يبدو أن ترامب دخل في الحوار مع روسيا بتصميم أكبر. لأنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا ويعطي روسيا بعض الحقوق". 

ووفق صحيفة "إيران"، لدى ترامب الانطباع بأن استمرار هذه الحرب لم يكن بالضرورة بسبب المواجهة بين أوكرانيا وروسيا، بل بسبب الدعم غير المحدود من جانب أميركا وأوروبا لزيلينسكي وقراراته وتوجهاته، السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الذي تجلبه الصداقة مع ترامب لبوتن في الأزمة الأوكرانية الباهظة الثمن؟ في الحقيقة وبحسب سنائي فإن ما فعله ترامب حتّى الآن كان أكثر مما توقعته روسيا، كما أن تحقيق السلام يعتمد على متى يقدم ترامب مطالبه إلى روسيا، سيكون لديه بالتأكيد مطالب من روسيا؛ لأن مفاوضات السلام تعتمد على التنازلات والتفاوض. تريد روسيا رفع التجميد عن أموالها (حوالي 600 مليار دولار من الأموال المجمدة في الخارج) وربما رفع العقوبات، فضلًا عن عدم عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي. 

وختمت "السؤال الآن هو: ماذا يريد ترامب من بوتين مقابل مطالبه؟ من المتوقع أن يتمكّن ترامب من التوصل إلى تفاهم مع روسيا بشأن قضايا أخرى مثل الشرق الأوسط وغزّة وسورية وإيران والتوصل إلى نتيجة".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة