إنا على العهد

الخليج والعالم

التجاذبات الإيرانية الأميركية محور اهتمام الصحف الإيرانية 
15/03/2025

التجاذبات الإيرانية الأميركية محور اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 15 آذار/مارس 2025 بالتطورات في الجبهة الإيرانية الأميركية لا سيّما في سياق التجاذبات المستمرة وفي ظل تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي القاطع بالنسبة للتفاوض مع أميركا، مضافًا إلى الأحداث المتسارعة في ما يخصّ الحرب الروسية الأوكرانية والموقف الأوروبي مما يجري بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية.

تضرر أميركا

بداية كتبت صحيفة وطن أمروز: "أوضح قائد الثورة الإسلامية يوم الأربعاء خلال لقاء مع الطلاب بشأن تهديد إيران بهجوم عسكري أن إيران لا تسعى إلى الحرب، ولكن إذا اتّخذ الأميركيون وعملاؤهم إجراءً خاطئًا، فإن إجراءات إيران المضادة ستكون حاسمة ومؤكدة، والخاسر الأكبر هو أميركا.

وتابعت إن "تأكيد قائد الثورة على أنه في حالة الحرب فإن الأميركيين سوف يخسرون أكثر من الآخرين نقطة مهمّة للغاية. وفي الواقع، حذر قائد الثورة المسؤولين الأميركيين من أن هجوم النظام الصهيوني على إيران سيُنظر إليه في طهران على أنه هجوم أميركي على إيران، وليس من الممكن أن يقتصر رد إيران على هذا الهجوم على استهداف مصالح النظام الصهيوني".

وأضافت أنَّه "قام ترامب مؤخرًا بتزويد النظام الصهيوني بمعدات يعتقد بعض الخبراء أنها الأداة العسكرية التي يحتاجها الصهاينة لمهاجمة إيران. مثل القنابل الثقيلة والتي تسمّى قنابل اختراق الحصون. من ناحية أخرى، دعم ترامب مرارًا وتكرارًا هجوم النظام الصهيوني على إيران، واعتبر هذا الهجوم جزءًا من السياسة الأميركية ضدّ إيران. خلال الحرب التي استمرت ستة عشر شهرًا بين الكيان الصهيوني وجبهة المقاومة، ورغم تواجدها الميداني الكامل لصالح "إسرائيل"، حاولت الولايات المتحدة لعب دور الطرف الثالث، ومن خلال ذلك، اتّخذت إجراءات دبلوماسية لصالح الكيان الصهيوني". 

وأردفت: "مع ذلك، إذا هاجم الكيان الصهيوني إيران، فبسبب مواقف ترامب الداعمة لهذا الهجوم، ستكون الولايات المتحدة نفسها طرفًا في هذه الحرب. ولذلك، في أي هجوم من قبل نظام "تل أبيب" على إيران، وبغضّ النظر عن نوع المشاركة الأميركية في هذا الهجوم، سيكون من حق إيران أن تعتبر هذه الحرب حربًا أميركية ضدّها واستهدافًا للمصالح الأميركية". 

وسألت: "لماذا ستعاني أميركا أكثر من غيرها إذا تعرضت إيران للهجوم؟"، وأجابت:

1. المراكز العسكرية الأميركية منتشرة في مختلف أنحاء المنطقة وحول إيران. وفي رد إيران على الهجوم "الإسرائيلي"، فإن هذه المراكز العسكرية الأميركية ستكون بالتأكيد من بين أهداف إيران.

2. المصالح الاقتصادية الأميركية في المنطقة، مثل السفن التجارية الأميركية في الخليج العربي وبحر عمان والمحيط الهندي، من بين الأهداف المشروعة لإيران. 

3. إن أي هجوم "إسرائيلي" على إيران يعني بداية حرب واسعة النطاق تشمل منطقة غرب آسيا بأكملها. ومن المتوقع أن تدخل جميع عناصر المقاومة في هذه الحرب، أي أن الجبهة ضدّ أميركا والكيان الصهيوني ستشمل إيران والعراق واليمن ولبنان وكلّ الأراضي المحتلة. وفي ظل هذه الظروف، فإن جميع العلاقات والتطورات والخطط السياسية في غرب آسيا ستكون تابعة لهذه الحرب، وبالتالي فإن جميع خطط ترامب في غرب آسيا، وخاصة سياسة تطبيع العلاقات بين بعض دول المنطقة والكيان الصهيوني، أو "اتفاقيات إبراهام"، سوف تُحبط، وستكون هذه أول هزيمة كبرى لترامب في مجال السياسة الخارجية. 

4. لقد خلق ترامب العديد من القضايا الصعبة في السياسة الخارجية. من غرب آسيا وقضية إيران إلى التحدّي مع أوروبا بشأن الحرب في أوكرانيا والنقاش حول التعريفات الجمركية، إلى التحدّي مع جيران مثل كندا والمكسيك وبنما، والأهم من ذلك الصراع والمواجهة مع القوّة الاقتصادية والعسكرية المتزايدة للصين. لا شك أن انخراط أميركا في حرب مع إيران والضربات التي تتعرض لها مصالحها سوف تؤثر على قضايا وتحديات أخرى تواجهها الولايات المتحدة مع بقية العالم".

خبز أوروبا موجود في دماء الأوكرانيين

بدورها، كتبت صحيفة رسالت: "إن فرنسا وبريطانيا، باعتبارهما الدولتين الأوروبيتين الرئيسيتين اللتين لعبتا دورا فعالا في دعم أوكرانيا، لديهما فوائد عديدة من استمرار الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن الحصول على هذه الفوائد يأتي أيضًا مع التكاليف والعواقب. 

وأشارت إلى أنَّه من أهم الأسباب والفوائد التي قد تدفعهما لمواصلة دعم الحرب هو "إضعاف روسيا وتقليص التهديدات الأمنية لأوروبا: أحد أهم أسباب دعم هذه الدول لاستمرار الحرب هو إضعاف روسيا. لقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى تآكل الاقتصاد الروسي وقوته العسكرية، مما قلص قدرتها على ممارسة الضغوط على أوروبا. ومن وجهة النظر البريطانية والفرنسية، فإن روسيا الأضعف من شأنها أن تشكّل تهديدًا أقل للأمن الأوروبي".

وأضافت أيضًا: "الحفاظ على تماسك حلف شمال الأطلسي وتعزيز الدور القيادي لأوروبا: تسعى بريطانيا وفرنسا إلى الحفاظ على التحالف الغربي ضدّ روسيا. إن استمرار الحرب من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التماسك داخل حلف شمال الأطلسي وزيادة اعتماد الدول الأوروبية على التعاون الأمني والعسكري مع لندن وباريس. وتستغل فرنسا، التي تسعى إلى إنشاء قوة دفاع أوروبية مستقلة، هذه الفرصة أيضًا لتعزيز مكانتها".

وتابعت: "تعزيز الصناعات العسكرية والاقتصادية: أدى استمرار الحرب إلى الطلب على الأسلحة والمعدات العسكرية. وتعتبر بريطانيا وفرنسا من بين أكبر مصدري الأسلحة في العالم، وقد أتاح الصراع المستمر فرصة لنمو صناعاتهما العسكرية. كما أن مبيعات الأسلحة إلى أوكرانيا ودول أوروبا الشرقية تجلب فوائد مالية وعقودًا عسكرية طويلة الأجل لهذه البلدان".

وأردفت: "إضعاف اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية: كان أحد عواقب الحرب انخفاضًا حادًا في اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية. وقد استفادت فرنسا، ببنيتها التحتية القوية في مجال الطاقة النووية، والمملكة المتحدة، باستثماراتها في الطاقات البديلة، من هذه التغييرات. لقد أدى تراجع نفوذ روسيا على سوق الطاقة الأوروبية إلى وضع هذه البلدان في وضع أفضل لتزويد المنطقة بالطاقة".

ورأت أنَّ "تزايد النفوذ السياسي في أوروبا الشرقية أدى الدعم المقدم لأوكرانيا إلى دفع فرنسا وبريطانيا إلى زيادة نفوذهما بين دول أوروبا الشرقية ومنطقة البلطيق. وتعتمد هذه البلدان، التي تشعر بقلق بالغ إزاء التهديدات الروسية، الآن أكثر من أي وقت مضى على الدعم العسكري والدبلوماسي من لندن وباريس".

عداء أميركا للعمق الإستراتيجي لإيران

من جهتها، كتبت صحيفة جام جم: "في ما يتعلق بالمفاوضات النووية والاتفاق النووي، فإن هذا النقاش له مظهر خادع، ويتضح ذلك بمساعدة أدوات الإعلام القوية لجبهة الاستكبار والعالم الغربي، لكن جانبه الداخلي مختلف 180 درجة عن مظهره. إن المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة)، والتي تمتلك جميعها أسلحة نووية، وخاصة الولايات المتحدة التي استخدمت الأسلحة النووية ضدّ اليابان في الحرب العالمية الثانية وتسببت في مذبحة راح ضحيتها مئات الآلاف من الناس، توضح أن هذه القضية تستحق النظر".

ولفتت إلى أنَّه "يبين التاريخ أن هذه الدول تركت وراءها سجلًا مظلمًا للغاية، ولهذا السبب، لا يعتقد سوى قلة أن مجموعة 5+1، من خلال ما يسمّى بمفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، تسعى إلى منع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الحصول على الأسلحة النووية. لقد أدركت الأمة الإيرانية ودول العالم الأخرى حقيقة أن إغلاق الملف النووي، الذي نُفذ باستقلالية وعلم محلي من قِبل علمائنا، لا يهدف إلا إلى منع نمو وتطور التكنولوجيا في إيران. ولذلك، لم يكن للمفاوضات، منذ البداية وحتّى الآن، أي هدف سوى منع تقدم إيران وإنجازاتها العلمية العظيمة. إن الإجراءات الغربية، بما في ذلك العقوبات والتهديدات العسكرية وخلق الثورات الملونة من خلال الأزمات الداخلية، لا تخدم إلا هذا الغرض".

وبيّنت أنَّ "المشكلة هي أن هذه الدول متأكدة من أننا لا نسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية، لأن القيادة أكدت مرارًا وتكرارًا على هذه النقطة. نحن نستخدم هذه التكنولوجيا فقط للأغراض السلمية، وهو ما يقلقهم أيضًا، لأنهم يعلمون أنه إذا تمكّنا من الوصول إلى دورة الوقود النووي، فإن قدراتنا على الردع سوف تزداد. ولذلك فإن كلّ هذه الجهود تهدف إلى الحد من القوّة الدفاعية للجمهورية الإسلامية ونفوذها في المنطقة. ويتحدثون عن الاتفاق النووي الثاني والثالث، الذي يهدف إلى شل القوّة الصاروخية ومن ثمّ القضاء على عمقنا الإستراتيجي في غرب آسيا".

روسياالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانأوروباأوكرانيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
الدفاع الروسية تُسقط أكثر من 120 مسيّرة أوكرانية خلال الليل
الدفاع الروسية تُسقط أكثر من 120 مسيّرة أوكرانية خلال الليل
البيان المشترك الصيني الإيراني الروسي: لحل الملف النووي الإيراني بالحوار 
البيان المشترك الصيني الإيراني الروسي: لحل الملف النووي الإيراني بالحوار 
محادثات أميركية - أوكرانية في جدة لوقف الحرب مع روسيا
محادثات أميركية - أوكرانية في جدة لوقف الحرب مع روسيا
إثر هجوم ضخم شنّته أوكرانيا.. روسيا تُدمّر 337 مسيّرة أوكرانية في موسكو ومقاطعتها
إثر هجوم ضخم شنّته أوكرانيا.. روسيا تُدمّر 337 مسيّرة أوكرانية في موسكو ومقاطعتها
انطلاق مناورات "حزام الأمن البحري" بين روسيا وإيران والصين غدًا شمال المحيط الهندي
انطلاق مناورات "حزام الأمن البحري" بين روسيا وإيران والصين غدًا شمال المحيط الهندي
على خلفية الشكوى ضدّ "إسرائيل".. الولايات المتحدة تطرد سفير جنوب إفريقيا 
على خلفية الشكوى ضدّ "إسرائيل".. الولايات المتحدة تطرد سفير جنوب إفريقيا 
شكوى كندية لمنظمة التجارة بشأن الرسوم الأميركية
شكوى كندية لمنظمة التجارة بشأن الرسوم الأميركية
رغم المجازر الأخيرة.. أصوات أميركية بارزة تتحدث عن إيجابيات لنظام الشرع!
رغم المجازر الأخيرة.. أصوات أميركية بارزة تتحدث عن إيجابيات لنظام الشرع!
"آسيا تايمز": ترامب أمام تحديات داخلية صعبة
"آسيا تايمز": ترامب أمام تحديات داخلية صعبة
"أسوشييتد برس": أميركا و"إسرائيل" تواصلتا مع دول إفريقية لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها
"أسوشييتد برس": أميركا و"إسرائيل" تواصلتا مع دول إفريقية لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها
السفارة الإيرانية تطلق السلة الرمضانية المخصصة لأبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان
السفارة الإيرانية تطلق السلة الرمضانية المخصصة لأبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان
إيران تبطل الرهانات الأمريكية بمستوياتها المختلفة
إيران تبطل الرهانات الأمريكية بمستوياتها المختلفة
بقائي: الحظر الجديد على إيران دليل على زيف ادّعاءات أميركا عن التفاوض
بقائي: الحظر الجديد على إيران دليل على زيف ادّعاءات أميركا عن التفاوض
إيران تستدعي سفراء فرنسا وألمانيا وبريطانيا للتنديد بـ "اجتماع استفزازي" حول النووي الإيراني
إيران تستدعي سفراء فرنسا وألمانيا وبريطانيا للتنديد بـ "اجتماع استفزازي" حول النووي الإيراني
ترامب يُشعل حرب رسوم جمركية مع أوروبا 
ترامب يُشعل حرب رسوم جمركية مع أوروبا 
خطاب الإمام الخامنئي حول المفاوضات مع أميركا تصدّر الصحف الإيرانية
خطاب الإمام الخامنئي حول المفاوضات مع أميركا تصدّر الصحف الإيرانية
ردًا على تصريحات ماكرون.. الخارجية الروسية تعدّها منفصلة عن الواقع ومتناقضة
ردًا على تصريحات ماكرون.. الخارجية الروسية تعدّها منفصلة عن الواقع ومتناقضة
"آسيا تايمز": أوروبا عاجزة عن مواجهة روسيا من دون الولايات المتحدة
"آسيا تايمز": أوروبا عاجزة عن مواجهة روسيا من دون الولايات المتحدة
تحليل غربي: أوروبا همّشت نفسها
تحليل غربي: أوروبا همّشت نفسها
بسبب سياساته تجاه أوكرانيا وغزة.. استطلاع يكشف انخفاضًا كبيرًا في شعبية ترامب 
بسبب سياساته تجاه أوكرانيا وغزة.. استطلاع يكشف انخفاضًا كبيرًا في شعبية ترامب 
"البنتاغون" يؤكد تعليق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا
"البنتاغون" يؤكد تعليق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا