كاتب بريطاني: مقترح ترامب حول غزة غير قابل للتحقيق

رأى الكاتب ناثان ساكس (Nathan Sachs) في تحليل له نُشر على موقع معهد Brookings أن "أول شيء يجب قوله حول مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال غزة هو أن إخراج مليوني شخص بالقوة هو غير أخلاقي وغير قانوني".

وأضاف: "كما تتجاهل الخطة المسببات الأساسية وراء السياسات الفلسطينية، فالغزاويون والفلسطينيون عمومًا أثبتوا لمدة طويلة على مدى نصف قرن أن السعي وراء حياة أفضل ليس الدافع الوحيد الذي يحدد خياراتهم"، وأوضح أن "لدى الفلسطينيين اندفاعاً كبيراً حيال قضيتهم الوطنية، كما يتبين من خلال كل التضحيات الفردية خلال العقود الماضية".

ولفت الكاتب إلى أن "الصمود على الأرض هو قيمة فلسطينية بنيوية، وخاصة أن عام 1948 لا يزال في ذاكرة الناس".

وأكد ناثان ساكس أن "خطة (ترامب) غير عملية، فهي تتطلب الدعم الفعلي من عدة بلدان عربية والتي لم ولن تقدم هذا الدعم". ورأى أنه "بالنسبة للبلدان العربية فإن المساهمة في إخراج الفلسطينيين من غزة ونقل قطاع غزة إلى ملكية أميركية "طويلة الأمد" سيكون خيانة لمبدأ القومية الفلسطينية والعربية".

وتابع: "لن تكون المسألة مجرد تنازل دبلوماسي كبير، مثل التطبيع بين مصر و"إسرائيل" عام 1979، وتطبيع عدد من الدول مع "إسرائيل" ضمن "اتفاقيات أبراهام" عام 2020، بل إنها تقوّض جانبًا أساسيًا من صميم شرعية النظام السياسي لدى الحكومات العربية". 

ولفت إلى أنه "بالنسبة إلى الأردن ستمس (الخطة) بالمسألة الأكثر حساسية في المجتمع الأردني، أي بالتوازن بين "سكان الضفة الشرقية" وذوي الأصول الفلسطينية، الأمر الذي سيكون له تداعيات ديمغرافية وسياسية كبرى، وقد يؤدي تهجير آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى ضغوط اقتصادية جديدة على الأردن مما يهدد استقرار النظام".

وأضاف: "يمكن أن تحقق الضغوط الدولية والأوراق التي تملكها الولايات المتحدة الكثير، لكن لا تستطيع أن تجعل الدول تتخلى عما تعتبره مصالحها القومية الأساسية".

كذلك، بحسب الكاتب، يجب "أن يوافق الشارع الأميركي على إدارة غزة وفق رؤية ترامب، وهو أمر لم يتوقع غالبية الأميركيين أنه سيتعين عليهم القيام به".

وفيما سأل الكاتب "ما تداعيات خطة ترامب الجديدة؟"، أجاب: "أنها تضع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في خطر"، وأضاف: "هناك تحفظ من قبل رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو حيال تنفيذ الاتفاق الذي يعارضه شركاؤه في "الائتلاف اليميني المتطرف"، وأيضًا تخوف من إمكانية أن تبقى حماس القوة الأقوى في غزة بعد إتمام الاتفاق".

غزةدونالد ترامب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم