الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: تحدي الغرب مع عودة الرجل المجنون.. وانكشاف خداع الخطاب في سورية
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 30 كانون الأول 2024، بالأوضاع الدولية المتعلقة بقرب تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصبه، وخاصة ما سينعكس من تحديات لغرب العالم؛ لا سيما أوروبا وحلف شمال الأطلسي. كذلك ركّزت على التطورات في سورية وما تظهره هيئة تحرير الشام من تراجع واضح عن خطابها الذي أبرزته في أول أيام سقوط النظام السابق من حماية الأقليات والحريات الدينية وغيرها.
تحدي الغرب مع عودة الرجل المجنون
بداية مع صحيفة "مردم سالاري" التي كتبت: "يحضّر دونالد ترامب نفسه لقيادة الولايات المتحدة، خلال أقل من شهر، لكن يبدو أن الاتحاد الأوروبي غير مستعد لعودة هذا السياسي الجمهوري. لقد أصبح الوضع الذي كانت كل العواصم الأوروبية تقريبا، وخاصة بروكسل، تأمل في تجنبه، حقيقة واقعة: سيعود ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2025 ويبدأ ولاية جديدة مدتها أربع سنوات". وأضافت الصحيفة: "في ولايته الأولى، وصف ترامب الاتحاد الأوروبي بالعدو، وفرض تعريفات جمركية على المنتجات الرئيسة مثل الألمنيوم، وهدد الاتحاد مرارا وتكرارا بحرب تجارية، كما شكك أيضًا في الاتفاقيات الأوروبية البيئية والمتعددة الأطراف الرئيسة، مثل اتفاقية باريس، ولجأ إلى التدابير الحمائية التي أدت إلى احتكاك سلبي مع الحلفاء الأوروبيين وأثرت على العلاقات مع حلف شمال الأطلسي. لقد صرح ترامب بالفعل أنه لا ينوي دعم الناتو كما هو الحال حاليًا ...
لذلك؛ تؤكد الصحيفة: "لا يمكن أن يكون هناك سوى حل واحد لمشكلة الأمن الأوروبي: إنشاء آلية دفاعية مستقلة عن الدعم الأميركي. ويرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض يجب أن تجبر أوروبا على تحمّل المزيد من المسؤولية عن أمنها. لكن بناء جيش أوروبي في غياب دولة أوروبية موحدة، وحتى من دون وجود سياسة خارجية متجانسة بين الدول الأوروبية، أمر معقد للغاية، إن لم يكن مستحيلا. ومن الواضح أن ترامب ليس لديه رؤية ودية للغاية تجاه الاتحاد الأوروبي، وهو يدعم جميع السياسيين القوميين الأوروبيين اليمينيين الذين يعارضون الاتحاد بطريقة أو بأخرى؛ ... ومعهم ومع آخرين، سيشكّل ترامب نوعًا من الدولية غير الليبرالية التي ستؤثر بقوة على السياسة الأوروبية في ما يتعلق بقضية المهاجرين".
عودة تحرير الشام إلى أصلها
بدورها، كتبت صحيفة "جام جم": "نرى هذه الأيام أن الجولاني تخلى عن سياسة الخداع مع الأقليات الدينية، بما في ذلك الشيعة في سوريا، وأمر بارتكاب مجازر بحقهم، وهذا ما سبب الكثير من الاضطرابات في سوريا. وكان الجولاني، وهو أحد قيادات داعش، قد ارتكب جرائم فظيعة تحت إشراف داعش لسنوات طويلة بصفته قائدًا لهيئة تحرير الشام، وبتغيير وجهه وأدبه الجديد انتخب قائدًا تكفيريًا إرهابيًا ومسلحًا. فهو يحاول تنسيق ثقة الشعب السوري بحكم الإرهابيين في المناطق ببعض الإجراءات السطحية والبناءة، كما توقع المحللون والخبراء. هذه الكلمات والتصرفات لم تدم طويلًا، وعدم مقاومة الجيش والقوى الشعبية أمام هيئة تحرير الشام، دفعت الجولاني إلى السيطرة على سوريا والاستقرار في دمشق. وهو الآن يحاول إظهار الوفاء بوعوده، مثل حرية التعبير وحرية الانتماء الديني وحرية إقامة الشعائر الدينية، وعدم المواجهة مع المجموعات العرقية في سوريا.
تتابع الصحيفة:" لكن يمكن ملاحظة أن الهيئة تتخذ أشد الإجراءات بحق العلويين في سوريا، حيث قامت في هذا الصدد باعتقال عدد كبير من الأشخاص والشبان وإرسالهم إلى مناطق مجهولة، إلى جانب هذا الإجراء الذي تقوم به هيئة تحرير الشام لوحظ، خلال الأسابيع الماضية، اختطاف شخصيات مؤثرة في المجال الاجتماعي واغتيال شخصيات بارزة، تاليًا يمكن القول بأن حقبة تحرير الشام التي تغير وجهها وكلامها قد انتهت".
فاجعة مستشفى كمال عدوان
أمّا صحيفة "وطن أمروز" فقد كتبت: "صباح يوم الجمعة، وبعد محاصرة مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا شمال غزة بشكل كامل، أضرم جنود الاحتلال الصهاينة النار فيه واختطفوا مدير المستشفى وعشرات من الطواقم الطبية بحجة مساندة مقاومة حماس. وتعد هذه الجريمة أحدث سلسلة من وحشية الصهاينة في قطاع غزة، وخاصة في المناطق الشمالية من هذا القطاع.
تتابع الصحيفة:" ومع أن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية تدخلتا في قضية جرائم إسرائيل والإبادة الجماعية في غزة وأصدرتا أحكاما، إلا أن هذه الجهود لم تخلق أي رادع حتى الآن. ويعود جزء من هذا الإهمال إلى تقاعس مجلس الأمن الدولي ودعم الولايات المتحدة الواضح للكيان الصهيوني واستخدام حق النقض، وإلا فإن مجلس الأمن الدولي قد أنشأ بالفعل المحكمة الجنائية الدولية مرتين. إن تهاون الأمم المتحدة وعدم اتخاذ مواقف وإجراءات حاسمة ضد هذا النظام، في المؤسسات التابعة لهذه المنظمة، هما السببان الرئيسان لتشجيع الصهاينة على اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقحة في غزة وتحويلها إلى منطقة عبث للصهاينة واستمرار جرائم هذا النظام".
بوابة إيران إلى طريق الحرير وأوراسيا
في موضوع آخر؛ قالت صحيفة "إيران" : إن "تطلّع الجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو شرق العالم أمر حقيقي وواقعي؛ لأن الاحتياجات الاقتصادية لعالم اليوم تجعل مثل هذا التطلّع حتميًا. اليوم، هناك إمكانات كثيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في شرق العالم، هناك قدرتان مهمتان: الأولى، طريق الحرير، والذي من المفترض أن يربط الصين من شرق العالم السياسي والاقتصادي إلى غربه السياسي والاقتصادي. وتقع إيران في النقطة المحورية في هذا المسار. والقدرة الثانية هي الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهذا الاتحاد، بحضور دول مثل تركمانستان وكازاخستان وروسيا، يوفر سوقا بقيمة 800 مليار دولار للجمهورية الإسلامية الإيرانية. النقطة هنا هي أن إيران تتمتع بميزة نسبية خاصة جدًا في مواجهة هاتين القدرات الكبرى، وربما العالمية؛ هذه هي الميزة الخاصة النسبية للمنطقة الحرة".
أضافت الصحيفة: "من النادر أن نعرف دولة تمتلك هذه القدرة الجيوسياسية لتتمكّن من الاتصال بعالمين اقتصاديين من نقطة جغرافية واحدة. وترى إينتشه برون أن منطقة التجارة الحرة، وتقع في شمال شرق إيران، هي نقطة ربط البلاد بهاتين الفرصتين العالميتين. ورغم أن هذه المنطقة تتمتع بمكانة خاصة بين المناطق الحرة بموقعها على مقربة أو على مسار ممرات دولية مهمة، إلا أن مجرد الوجود في هذا الموقع الجغرافي وحده لا يمكن أن يجعل هذه المزايا المحتملة تتحقق. واليوم، أصبحت إينتشه برون منطقة جغرافية تقع بشكل طبيعي على طريق الحرير، أو هي بطبيعة الحال الطريق الذي تسلكه إيران لدخول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وستتحول هذه الميزة الجغرافية إلى قدرة اقتصادية وتجارية ذات مكانة دولية إذا اتخذت إجراءات خاصة لتعزيزها".
كما أشارت الصحيفة إلى أن: "مقتضيات ذلك وضرورات تحقيق هذا الأمر تتمثل في خطوتين؛ الخطوة الأولى تعود إلى السلطة، حيث تحتاج الدبلوماسية الاقتصادية بشكل خاص إلى عمل جاد. كما يجب على مختلف أجزاء نظام الحوكمة، بما في ذلك أمانة المجلس الأعلى للمناطق الحرة والمجلس الإسلامي والممثلون المحترمون والإدارات الحكومية المختلفة، أن يتكاتفوا في تعاون طويل الأمد لخلق مزايا قانونية مفيدة وجذابة لهذا الغرض. الخطوة الثانية متعلقة بالناشطين الاقتصاديين أو القطاع الخاص في إيران، والذين يجب أن يضعوا رؤية وإنتاج موجه للتصدير بهدف التصدير والتواجد في أسواق العالم الشرقي في جدول أعمالهم".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/03/2025
جيش الاحتلال يتوغل في ريف القنيطرة
13/03/2025