عين على العدو
إسحاق بريك: الجيش "الإسرائيلي" تكبّد هزيمة مؤلمة ويحتاج لترميم
انتقد اللواء احتياط، المفوّض السابق لشكاوى الجنود في جيش الاحتلال الصهيوني، إسحاق بريك، ادّعاء وزير الحرب الأسبق في الحكومة "الإسرائيلية" بيني غانتس، مؤخّرًا، بأنّ "الجيش حقّق إنجازات عسكرية واضحة في قطاع غزة، لكنّ المستوى السياسي هو من منعه من تحقيق نصر نهائي"، معلّقًا على "ادّعاء" غانتس بالقول: "مثل هذا الادّعاء لا يعكس الواقع المعقّد بكل تعقيداته".
وأوضح بريك، في مقال نُشر في صحيفة "معاريف" "الإسرائيلية"، أنّه "على الرغم من أنّ الانتقاد للمستوى السياسي مبرَّر، فإنّ تصوير الجيش كأنّه حقق إنجازًا عسكريًا عظيمًا ليس صحيحًا. في الواقع، لم يحقّق الجيش أهداف الحرب: هزيمة حماس وإطلاق سراح كل الأسرى".
هزيمة مريرة للجيش "الإسرائيلي"
وذهب بريك أبعد في انتقاده لغانتس، وقال إنّ "الجيش، ليس فقط لم يحقّق إنجازًا عسكريًا عظيمًا، بل تكبّد هزيمة مريرة ومؤلمة في حربه ضد حماس. لم يحقق أيّ هدف من أهداف الحرب التي وُضعت أمامه: لم يهزم حماس، ولم يحرّر جميع الأسرى". وأضاف "الجيش لم يهزم حماس لأنّه جيش صغير متآكل وتم تقليصه بشدّة خلال الـ20 عاماً الأخيرة، وغانتس نفسه كان شريكًا في هذا التآكل والتقليص".
ولفت بريك الانتباه إلى أنّ "حجم الجيش البري لا يسمح له بالبقاء في المناطق التي سيطر عليها، لأنّه لا توجد وحدات يمكنها أنْ تحلّ محل الوحدات القتالية" في غزة. لذلك، بحسب بريك، "اضطرّ الجيش إلى الاكتفاء بعمليات اقتحام محدودة، وبعد انسحابه من المناطق التي احتلها، يعود مرة بعد مرة إلى الأماكن نفسها ليستولي عليها مجدّدًا".
وتابع قوله: "الجيش قاتل في كل منطقة احتلها مرات عدّة، وفي كل مرة فقد جنودًا. هذا النمط من القتال لا يتيح للجيش تدمير مئات الكيلومترات من مدينة الأنفاق التي تعيش فيها حماس بأمان وهدوء. ونتيجة لذلك، لا يستطيع الجيش أيضًا إقامة إدارة عسكرية بديلة تحل محل حكم حماس في المرحلة الأولى".
وأشار إلى أنّه "بعد سنة ونصف من الحرب، استعادت حماس قوّتها الطبيعية التي كانت تملكها قبل الحرب"، فـ"أكثر من 30 ألف مقاتل معظمهم يختبئون في الأنفاق ويخرجون منها لشنّ هجمات ضد قواتنا، ثم يعودون بسرعة إلى الأنفاق. تملك حماس وفرة من المساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها بالكامل، وقد خزّنت تحت الأرض كل ما يمكن تخزينه: إمدادات ومعدات عسكرية تتيح لها الاستمرارية لشهور عديدة"، وفق بريك.
أنفاق حماس ليست مسدودة
وبيّن بريك أنّ "حماس ما زالت تتلقّى وسائل قتالية عبر الأنفاق الممتدة من سيناء تحت محور فيلادلفيا إلى داخل القطاع"، مستدّلًا بـ"اعتراف الجيش بأنّ معظم هذه الأنفاق ليست مسدودة، خلافًا لما كان يدّعيه خلال السنة الأخيرة". وأردف بريك أنّ "الجيش يعترف بأنّ نسبة صغيرة فقط من أنفاق حماس قد تضرّرت (أقل من ربعها)، وهو اعتراف يناقض ما أعلن عنه في السابق".
ولفت بريك بعبارة أخرى، إلى أنَّ "الجيش "الإسرائيلي" لم ينتصر على حماس، وليس بوسعه، في حاله المتهالكة الحالية، أنْ يهزمها. النصر لن يتحقّق إلّا إذا تم ترميم الجيش الصغير والمرهق وزيادة الجيش البري. ولكنْ لا أحد يعكف حاليًا بجدّية على ترميم الجيش ولا على توسيعه، لأنّ الجيش يواصل القتال في حرب فقدت غايتها ومعناها".
وتابع: "في الآونة الأخيرة، نسمع أصواتًا من مجموعات عديدة من جنود الاحتياط ومن شرائح واسعة من المواطنين العاديين يعلنون عن أنّه يجب تحرير جميع الأسرى حتى لو كان الثمن هو وقف الحرب. في وضعنا الحالي، لا يمكننا هزيمة حماس، ووضعنا سيتدهور أكثر، ولهذا السبب لا فائدة من تجديد القتال".
وعلى العكس تمامًا، رأى بريك أنّه "يجدر بالجمهور أنْ يعلم أنّه عند انتهاء الحرب لن ندفع ثمنًا، بل سنخرج مستفيدين من كل النواحي".
خسائر شاملة لاستمرار القتال
في المقابل، حذّر من أنّ "استمرار القتال يكلّفنا أثمانًا باهظة للغاية، وأهمها: موت الأسرى داخل الأنفاق، زيادة عدد الضحايا في صفوف قواتنا، استمرار التآكل الخطير في الجيش البري، سواء في العنصر البشري أو في الوسائل القتالية، تَزايد عُزلة "إسرائيل" الدولية وتحوّلها إلى دولة منبوذة، تدهور الوضع الاقتصادي في "إسرائيل" وانفلات الفوضى الاجتماعية واقتراب البلاد من شفا حرب أهلية".
وأوضح بريك أنَّ "استمرار الحرب لا يرتبط أصلًا بمسألة تحرير الأسرى. استمرار الحرب سيقودنا إلى خسائر من جميع الجوانب"، مشدّدًا على أنّ "وقف القتال وتحرير الأسرى هو أمر الساعة ومن مصلحة إسرائيل" بأسرها".
وفيما اعتبر أنّه بوقف الحرب، ستتمكّن ”إسرائيل” من التفرّغ "لترميم الجيش الذي لا يقوم حاليًا ببناء نفسه لمواجهة التهديدات التي تلوح في الأفق"، ذكَر أنّ "أهمية الترميم أمام "أعدائنا" على الجبهات كافة تفوق بأضعاف مضاعفة تهديد حماس".
ونبّه بريك إلى أنّ "الجيش "الإسرائيلي"، عمومًا، والقوات البرية، خصوصًا، لا يمتلك القدرة على "الدفاع" عن "حدود إسرائيل" أو تنفيذ هجوم بري في العمق".
وخَلُص بريك في مقاله إلى القول إنّ "استمرار الحرب في الظروف الحالية لا يخدم مصلحة "إسرائيل". والمطلوب، تغيير الاتجاه الذي يتمحور في ترميم الجيش، وتوسيع الجيش البري، واستعداد الجيش و"الدولة" للتهديدات المستقبلية".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
التغطية الإخبارية
وزارة الصحة بغزة: منع إدخال التطعيمات يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من شلل الأطفال
وزارة الصحة بغزة: لا يزال الاحتلال "الإسرائيلي" يمنع ادخال تطعيمات شلل الأطفال لليوم الأربعين على التوالي
لبنان| طائرة "درون" صهيونية تلقي قنبلة صوتية على بلدة كفركلا
فلسطين المحتلة| مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال
لبنان| نشرة إرشادية لوزارة الزراعة: الزراعة الكثيفة لأشجار التفاح نحو إنتاج مستدام وجودة عالية
مقالات مرتبطة

آثار نفسية وجسدية يعانيها الأسرى الفلسطينيون: تعذيب من لحظة الاعتقال وحتى الإفراج

الاحتلال يصعّد عدوانه على الضفة.. شهداء ومعتقلون وهدم للمنازل

عمليّتان يمنيّتان ضدّ هدفيْن معادييْن في الأراضي المحتلة

استشهاد شاب بعد اشتباكه مع جنود الاحتلال قرب مستوطنة "حومش"

فيديو| سرايا القدس تسيطر على طائرتين صهيونيتين بدون طيار في مدينة غزة

إفادة رئيس الشاباك ترسم صورة مخيفة عن نتنياهو

كاتب صهيوني: نتنياهو أصبح سيد العار وليس الأمن

تحرّكات في سلاح الجو "الإسرائيلي" لاستكمال خطوة الاعتراض على مواصلة الحرب
