إنا على العهد

عين على العدو

تغيير دراماتيكي في وقت قصير: خطة ترامب تفقد ثقة "الإسرائيليين"
21/03/2025

تغيير دراماتيكي في وقت قصير: خطة ترامب تفقد ثقة "الإسرائيليين"

قال الكاتب الصهيوني في صحيفة "معاريف" العبرية، صموئيل روزنر إنّه: "قبل شهر، وربما أكثر بقليل، كان هذا هو النقاش الأكثر سخونة في "إسرائيل": الرئيس الأميركي دونالد ترامب يُريد نقل سكان غزة إلى مكان آخر. كان يضغط على مصر والأردن، ويجري محادثات مع عدة دول، وأسماؤها كانت تتردّد في تقارير الصحفيين المتحمّسين. سيَبني "ريفييرا" لهم، بل كان هناك حتى مقطع فيديو يروّج للفكرة".

وأضاف: "في البداية، بدا أنّ ترامب قد تطرّق للموضوع بالصدفة – ربما كان مجرّد زلة لسان؟ – لكنّه كرّر الفكرة مرة أخرى، ثمّ في خطاب رسمي، ثم أمام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنّ الفكرة جيدة".

واستَشهد الكاتب باستطلاع أجراه معهد "JPPI" الصهيوني، في شباط/فبراير 2025، أظهر أنّ 52% من اليهود في "إسرائيل" اعتبروا خطة ترامب واقعية ويجب المضي بها، بينما كان 30% آخرون متردّدين ولكنّهم متفائلون، أي أنّ أكثر من 80% من اليهود دعموا الفكرة.

وتابع: "بالطبع، هناك اختلافات واضحة بين الفئات المختلفة في "المجتمع" (الكيان). بين من يُعرّفون أنفسهم بأنّهم من "اليمين"، اعتقدت أغلبية كبيرة في بداية شباط/فبراير، بأنّ الخطة قابلة للتنفيذ، ربما لأنّهم يثقون بترامب أكثر، أو لأنّهم يأملون في تحقيق هذه النتيجة، أو ربما لأنّ لديهم ثقة أكبر بقدرة "إسرائيل" على تحقيق أهدافها التي تسعى إليها"، على حدّ تعبيره.

وأشار الكاتب إلى أنّ: "بين "الإسرائيليين" الذين يُصنّفون أنفسهم ضمن "الوسط"، ثلثهم فقط اعتقدوا في بداية شباط/فبراير، بأنّ الخطة واقعية. أمّا بين فئتي "اليسار-الوسط" و"اليسار" – وهما مجموعتان صغيرتان تُشكّلان معًا ما يقارب خمس "السكان" (المستوطنين) اليهود – فكان التشكيك بالخطة كبيرًا. في فئة "اليسار-الوسط"، كان هناك دعم لا بأس به للفكرة إذا كانت ممكنة (إجمالًا 55%)، ولكن فقط 14% منهم اعتقدوا أنّها قابلة للتنفيذ فعليًّا".

وأردف: "لكن بعد شهر واحد فقط، تغيّر كل شيء. لم يعد هناك حديث عملي عن إخلاء غزة. لا أحد يسمع عن دول مستعدة لاستقبال الغزيين، ولم يُذكر شيء عن ذلك في خطاب ترامب أمام الكونغرس قبل أسبوعين"، لافتًا إلى أنّ ""إسرائيل" تواصل الاستعداد للخطة، أو على الأقل تُبدي إشارات على الاستعداد، كأنّ الخطة قابلة للتنفيذ".

وأورد الكاتب تصريحًا لعضو الكنيست يولي إدلشتين في أحد المؤتمرات، والذي قال: "أمور كانت تبدو مستحيلة لعقود، أصبحت الآن موضوعًا شرعيًّا تمامًا للنقاش".

وفيما لفت إلى أنّ وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش قد وعد بميزانية مخصّصة للخطة، كشف الكاتب أنّ وزير الحرب الصهيوني يسرائيل كاتس قد وجّه وزارة الحرب بإنشاء هيئة للهجرة.

ووفقًا للتقارير، هناك بالفعل استعدادات في "إسرائيل" لتمكين انتقال طوعي للفلسطينيين من غزة إلى دولة ثالثة، عبر ميناء "أشدود" ومطار "رامون"، بحسب ما نقله الكاتب.

وقال: "إنّ "الرأي العام "الإسرائيلي" فقد حماسه، فكما اشتعل الحماس بسرعة، تراجع أيضًا بسرعة. ليس لأنّ الفكرة فقدت جاذبيّتها، فلا يزال هناك دعم واسع لها بين "الإسرائيليين" – وتحديدًا بين اليهود، وليس العرب – ولكن وزن هذا الدعم تغيّر بشكل كبير".

وأضاف: "بدلًا من أن يكون الأغلبية مؤيّدين ويعتقدون بأنّ الخطة واقعية، أصبح معظمهم مؤيّدين، لكن فقط نصفهم يعتقدون بإمكانية تنفيذها. أي أن نسبة من يرون الخطة واقعية انخفضت إلى 38% من اليهود و32% من إجمالي "الإسرائيليين"".

وتابع: "ماذا حدث؟ لم يحدث شيئًا، وهذا هو بيت القصيد. لا يعني ذلك أنّها لن تتحقق، فخُطط ترامب لا تعتمد بالضرورة على مزاج الشارع "الإسرائيلي"، ولكن حتى الآن، لم يحدث أي تقدّم ملموس"، مشيرًا إلى أنّه "كان هناك الكثير من التصريحات والجدل، لكن الزخم الأولي تلاشى تدريجيًّا، وإنْ كان ترامب لا يزال يفكّر في هذا المخطط، فقد خفّف الحديث عنه وأبعده عن دائرة الضوء".

ورأى أنّ: "نتنياهو، بقدر ما يمكننا أن نعرف، لم يعتقد يومًا أنّ الخطة قابلة للتنفيذ، لكنه رحّب بها، لأنّه لا يمكنه مُعارضتها دون أن يدفع ثمنًا سياسيًّا باهظًا. ومع ذلك، انتبهوا إلى لغته، لاحظوا حذره، فهو يُريد أن يُظهر موافقة، لكنّه لا يُريد أن يخلق انطباعًا بأنّ التّنفيذ بات وشيكًا".

وفق الكاتب، فقد أعطى مرور شهر دون أي تقدم ملموس في تنفيذ الخطة "الإسرائيليين" فرصةً لإعادة التفكير في مدى واقعيتها، معتبرًا أنّ التفكير العميق يؤدّي إلى تبريد الحماس.

وأشار إلى أنّه: "لا يزال العديد من "الإسرائيليين" يؤيّدون مبدأ إخلاء السكان. حيث إنّ 76% من اليهود سيستقبلون هذه الخطة بترحيبٍ كبيرٍ إذا أصبحت حقيقة، ولكنّ كثيرين منهم تحولوا من معسكر "نؤيد – وهي قابلة للتنفيذ" إلى معسكر "نتمنى – لكنها غير واقعية"".

وقال إنّ المجموعة التي شهدت التغيير الأكبر في موقفها، هي مجموعة "الإسرائيليين" الذين يعرّفون أنفسهم بأنّهم "يمين-وسط"، لافتًا إلى أنّها مجموعة كبيرة نسبيًّا، وإذا كان قبل شهر نحو 60% منهم يعتقدون بأنّ الخطة واقعية، فإنّ هذه النسبة انخفضت هذا الشهر إلى أقل من 40%.

فلسطين المحتلةالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة