إنا على العهد

عين على العدو

ذرّ الرماد في عيون مستوطني الكيان.. رئيس الأركان أصبح بوقًا لنتنياهو
18/03/2025

ذرّ الرماد في عيون مستوطني الكيان.. رئيس الأركان أصبح بوقًا لنتنياهو

كتب المفوض السابق لشكاوى الجنود، في الجيش الصهيوني، اللواء احتياط يتسحاق بريك في صحيفة "معاريف الإسرائيلية" يقول: "مؤخرًا، نُشرت في إحدى الصحف الفقرة الآتية: "في الأيام الأخيرة، رفع الجيش "الإسرائيلي" مستوى التأهب على حدود قطاع غزّة تحسبًا لاحتمال استئناف القتال. لقد نفذت هذه الخطوة بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء وأعضاء الكابينت ورئيس الأركان إيال زمير. وقد حشد الجيش "الإسرائيلي" قواته وعزز أنشطته في منطقة غلاف غزّة والمحيط، في ضوء رصد نية وقدرة لمنظمة حماس لتنفيذ عمليات إرهابية (مقاومة) ضدّ "إسرائيل""؛ على حد تعبيرها.

أضاف: "بالفعل، أمر رئيس الأركان إيال زمير بتعزيز القوات وتحصين خط الحدود حول غلاف غزّة، خشية أن تخطط حماس لهجوم جديد متعدد الجبهات في وقت متزامن. لا يوجد تناقض أكبر من محتوى هذه الفقرة. طوال الحرب، قيل لنا إن الجيش "الإسرائيلي" ينتصر، وإننا دمرنا أكثر من نصف الأنفاق؛ قيل لنا إننا قضينا على 70% من مقاتلي حماس، وإننا دمرنا بنيتها التحتية العسكرية ولم يعد لديها القدرة على القتال. كما قيل لنا إن حماس جبانة، ولذلك تختبئ في الأنفاق، وهي على وشك الاستسلام، والأمر مسألة وقت قصير فقط قبل أن تُحسم نهائيًا. عرضت لنا قنوات التلفزيون قطاع غزّة مدمّرًا، وذرّت الرماد في عيون الجمهور (المستوطنين) بإيهامه بأن مشاهد الدمار دليل قاطع على انتصارنا الساحق. لقد قاد هذه الخدعة المستوى السياسي والمستوى العسكري والإعلام المجند".

وتابع: "في جميع المقالات التي كتبتها في الصحف، وفي المقابلات التي أجريتها عبر وسائل الإعلام طوال الحرب، أكدتُ أن المستويين السياسي والعسكري ومعظم المحللين العسكريين والسياسيين في وسائل الإعلام يذرّون الرماد في عيون الناس. الفجوة بين ما يعرضونه على الجمهور في الإعلام وبين الحقيقة على الأرض شاسعة، كبُعد المشرق عن المغرب. أما المعلّقون في مواقع الانترنت، فأغلبهم عديمو الفهم، ومحتوى تعليقاتهم مشوب بالعاطفة أكثر من الحقائق. لقد تعلّمت أن العديد من أبناء الشعب "الإسرائيلي" ينسون الماضي بسرعة، ولا يدركون الوضع القائم اليوم. إنهم يخطئون في التقدير بسبب الجهل أو التمسك بأيديولوجيا تعني ضمنًا تجاهل الحقائق على الأرض، والعجز التام عن استشراف المستقبل".

وأردف بريك: "الوضع اليوم هو أن حماس ترفض مطلب حكومة "إسرائيل" بمواصلة المرحلة الأولى من صفقة الأسرى على دفعات صغيرة. والسبب هو أن رئيس الوزراء، بخلاف الاتفاق الذي وقّعه، قرر عدم المضي قدمًا في المرحلة الثانية. ونتيجة لذلك، مواصلة الحرب وعدم إطلاق سراح الأسرى في دفعة واحدة". وأكد بريك أن نتياهو لتسويغ قراره بإلغاء المرحلة الثانية من الصفقة، زعم أنه ما لم يُقض على حماس واستبدال حكمها، فلن تنتهي الحرب. وقال: "أي عاقل يدرك أن هذا القرار ليس سوى ذريعة واهية للبقاء في منصبه رئيسًا للوزراء".

وأضاف: "لتحقيق هذا الهدف، اختار رئيس الوزراء رئيس أركان جديد، وهو إيال زمير الذي كان سكرتيره العسكري قبل بضع سنوات. وحدد أن عليه أن يكون هجوميًا بخلاف سلفه هرتسي هليفي. لكن – مع الأسف- إيال زمير، والذي كنت أؤمن به بشدة، وقع في الفخ الذي نصبه له رئيس الوزراء، وقَبِل التخلي عن مواقفه ليصبح رئيس الأركان".

وأردف: "لقد أصبح قائد الجيش بوقًا وذراعًا منفذة لنتنياهو في كلّ شيء. على سبيل المثال: أعلن إيال زمير أن العام 2025 سيكون عام حرب، وستحسم المعركة ضدّ حماس; لقد وافق على إقامة حكومة عسكرية في غزّة، مع أن هرتسي هليفي ووزير الأمن (الحرب) غالانت رفضا ذلك بشدة، لإدراكهم أن الأمر غير ممكن. قائد الجيش وافق، أيضًا، على استمرار القتال وكسر المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، بناءً على توجيهات نتنياهو. بعبارة أخرى، رئيس الأركان، والذي تتمثل مهمته الأساسية بإعداد الجيش للحرب القادمة، تحوّل إلى أداة بيد نتنياهو الذي تحرّكه معايير شخصية للبقاء في السلطة.. لا أستطيع أن أفهم كيف انجرّ رئيس الأركان إلى خطوة لا يؤمن بها. إيال زمير يدرك جيدًا أن الجيش "الإسرائيلي" غير قادر على القضاء على حماس. هو يعلم تمامًا أن الجيش غير قادر على إقامة حكم عسكري في غزّة واستبدال حكومة حماس؛ لأن ذلك يتطلب احتلال القطاع بالكامل والبقاء فيه لمدة طويلة جدًا".

وتابع: "كما يدرك قائد الجيش أنه ليس لديه قوات مهنية لتفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق، ويعلم أن أي هجوم متجدد على غزّة لن يترك الأسرى أحياء في الأنفاق. وهنا تبرز الأسئلة أمام رئيس الأركان: "لماذا لا تمتلك الشجاعة لطرح هذه الحقائق أمام وزير الأمن (الحرب) ورئيس الوزراء؟ لماذا توافق على تنفيذ سياسات تخالف قناعاتك؟ هل أنت مستعد للتخلي عن كرامتك واستنزاف الجيش والدولة فقط لكي تكون رئيسًا للأركان؟"".

هذا؛ ورأى بريك أن "رئيس الأركان يواجه اليوم تحديات رئيسة، ومنها: 
- زيادة حجم الجيش وترميمه ليكون قادرًا على الدفاع عن حدود "إسرائيل" كافة وشنّ هجمات قوية.
- إعداد الجيش لمواجهة الصواريخ فرط الصوتية المتطورة، والتي تتحرك بسرعات تفوق سرعة الصوت بخمسة أضعاف، ولا يمتلك الجيش "الإسرائيلي" حتّى الآن أي وسيلة دفاع فعالة ضدّها.
- معالجة الثغرات في الحرب ضدّ المحلقات والطائرات الُمسيّرة، والتي أصبحت تشكّل تهديدًا خطيرًا وتؤدي دورًا رئيسًا في الحرب المقبلة".

وقال بريك: "لكن استمرار القتال، كما يصرّح رئيس الأركان، يفقد أي جدوى، ولن يسمح له بتحقيق هذه الأهداف. وإذا مضى نتنياهو في مخطّطاته بدعم مطلق من رئيس الأركان إيال زمير، فستفتح أبواب الجحيم على "إسرائيل". وكما لم نستطع القضاء على حماس بعد أكثر من عام وأربعة أشهر من القتال، فلن ننجح في القضاء عليها الآن. لقد استعادت حماس قوتها، وعشرات الآلاف من مقاتليها يختبئون في مدينة الأنفاق تحت الأرض". وأضاف: "قوات الجيش التي ستدخل مجددًا لاحتلال قطاع غزّة لن تتمكّن من البقاء في المنطقة لمدة طويلة، وذلك لعدم توفر قوات احتياطية بديلة. يجب أن نتذكر أن العديد من جنود الاحتياط الذين قاتلوا حتّى الآن لمئات الأيام قد فقدوا مصادر رزقهم، وبعضهم فقدوا عائلاتهم أيضًا. إنهم يحملون في قلوبهم عبئًا نفسيًا ثقيلًا، ولن يكون هناك خيار سوى تسريحهم، ما سيؤدي إلى إخلاء المناطق التي سيطروا عليها، تمامًا كما حدث سابقًا".

وتابع: "أما مدينة الأنفاق التابعة لحماس والجهاد الإسلامي، والتي تمتد على مئات الكيلومترات عرضًا وطولًا في قطاع غزّة، فلن يكون بالإمكان تدميرها بالكامل، لأن عدد القوات الهندسية المتخصصة لدينا محدود، ولم تتمكّن حتّى الآن من تفجير مئات الكيلومترات من الأنفاق". ورأى أن: "النتيجة المأساوية لقرار رئيس الوزراء ستكون وفاة الأسرى الذين ما يزالون أحياء داخل الأنفاق، بالإضافة إلى وقوع العديد من الخسائر في صفوف قواتنا والمدنيين الفلسطينيين غير المتورطين في القتال. لن يقف العالم مكتوف الأيدي، بل سيكثف اتهاماته لنا بارتكاب جرائم حرب".

وتابع: "أما العالم العربي المعتدل، ومنه مصر والأردن، سيديرون ظهرهم لنا، في حين أن "محور الشرّ" الإيراني - الروسي - الصيني، والذي أجرى مؤخرًا مناورات عسكرية مشتركة في خليج عمان، سيزيد من تصلّبه ضدنا. كما أن المحور التركي وسورية الخاضعة لنفوذه سيعتمدان مواقف أكثر عدائية تجاهنا"؛ على حد تعبيره. وقال: "بدلًا من أن يركز رئيس الأركان على توسيع الجيش وإعادة تأهيله لمواجهة التهديدات التي ذكرتها سابقًا، سيستمر في الانشغال بحرب لا جدوى منها، ما سيدفع "إسرائيل" نحو الهاوية".

وختم: "في المحصلة، علينا أن نتذكر أن الأسوأ لمّا يأتِ بعد، وليس هناك أي ضمان بأن الرئيس الأميركي غير المتوقع دونالد ترامب سيبقى داعمًا لنا طوال الطريق. إذ في اللحظة التي يدرك فيها أن "إسرائيل" لا تخدم المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، قد يغيّر موقفه تمامًا".

فلسطين المحتلةالكيان الصهيونيحركة المقاومة الإسلامية ـ حماسبنيامين نتنياهو

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة
وقفات تضامنية مع غزة في المخيمات الفلسطينية في لبنان: خيارنا مقاومة
وقفات تضامنية مع غزة في المخيمات الفلسطينية في لبنان: خيارنا مقاومة
عودة الحرب على غزة وانقلاب نتنياهو على وقف إطلاق النار 
عودة الحرب على غزة وانقلاب نتنياهو على وقف إطلاق النار 
الخارجية اليمنية: الولايات المتحدة هي الفاعل والمُوجِّه لارتكاب جرائم الإبادة
الخارجية اليمنية: الولايات المتحدة هي الفاعل والمُوجِّه لارتكاب جرائم الإبادة
حرب الإبادة تتجدّد على غزة وإدانات فلسطينية واسعة 
حرب الإبادة تتجدّد على غزة وإدانات فلسطينية واسعة 
مكتب الإعلام الحكومي وحركة حماس ينعيان كوكبة من قادة العمل الحكومي في غزة
مكتب الإعلام الحكومي وحركة حماس ينعيان كوكبة من قادة العمل الحكومي في غزة
محلل صهيوني: استئناف الحرب قد يؤدّي إلى القتال لعدة أشهر
محلل صهيوني: استئناف الحرب قد يؤدّي إلى القتال لعدة أشهر
أكبر صفقة لقطاع التكنولوجيا "الإسرائيلية": "غوغل" تشتري شركة السايبر "وِيز"
أكبر صفقة لقطاع التكنولوجيا "الإسرائيلية": "غوغل" تشتري شركة السايبر "وِيز"
تجدّد العدوان على غزة يُعيد بن غفير إلى حكومة نتنياهو وسط اعتراضات صهيونية كبيرة
تجدّد العدوان على غزة يُعيد بن غفير إلى حكومة نتنياهو وسط اعتراضات صهيونية كبيرة
حزب الله: لفضح الشراكة الأميركية الصهيونية في ‏حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
حزب الله: لفضح الشراكة الأميركية الصهيونية في ‏حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
حماس: نتنياهو وحكومته ينقلبون على الاتفاق ويستأنفون حرب الإبادة على شعبنا
حماس: نتنياهو وحكومته ينقلبون على الاتفاق ويستأنفون حرب الإبادة على شعبنا
استطلاع: 70% من "الإسرائيليين" يرون إعادة الأسرى أهم من تدمير حماس
استطلاع: 70% من "الإسرائيليين" يرون إعادة الأسرى أهم من تدمير حماس
الفصائل الفلسطينية تدين العدوان الأميركي على اليمن: انحياز لكيان العدو
الفصائل الفلسطينية تدين العدوان الأميركي على اليمن: انحياز لكيان العدو
بالإجماع.. رؤساء "الشاباك" والأجهزة الأمنية أيدوا الهجوم على غزة
بالإجماع.. رؤساء "الشاباك" والأجهزة الأمنية أيدوا الهجوم على غزة
 أصداء واسعة لإقالة رئيس الشاباك في المشهد السياسي لكيان الاحتلال
 أصداء واسعة لإقالة رئيس الشاباك في المشهد السياسي لكيان الاحتلال