إنا على العهد

لبنان

الشيخ الخطيب: على الدولة أن تقوم بالتزاماتها في استرجاع ما احتله العدو 
17/03/2025

الشيخ الخطيب: على الدولة أن تقوم بالتزاماتها في استرجاع ما احتله العدو 

أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب "أنّنا مع الدولة ووراءها وأمامها وإلى جانبها، نحن نُريد الدولة وأول دُعاتها، واليوم نريد أن نرى هذا الأمر واقعًا على الأرض"، مشددًا على الحكومة أن "تقوم بالتزاماتها بعد أن أخذت الأمر بيدها في استرجاع ما احتلّ من الأرض من "إسرائيل"، تحت قرار الأمم المتحدة وقرار وقف النار، فعلى الدولة أن تقوم بهذا الواجب وأن تُعيد الإسكان والبناء".

موقف الشيخ الخطيب جاء في كلمة له خلال الإفطار التكريمي الذي أقامه على شرفة الدكتور حسام أبو حمدان في دارته في شتورة في البقاع، بحضور مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، وعدد من علماء الدين والشخصيات.

وقال الشيخ الخطيب: "نجتمع اليوم في ظل ظروف تمر بها أمّتنا ويمرّ بها وطننا، بعد سلسلة أحداث متلاحقة وتآمر على العالم العربي وعلى العالم الإسلامي وعلى المسلمين، وفتح جرح طائفيّ فتنوي لتفريق المسلمين، في الوقت الذي يُعتدى فيه على شعوبنا وعلى مقدساتنا وعلى كتابنا".

وأضاف: "العدو "الإسرائيلي" احتلّ أرضنا واحتلّ قُدسنا، وهو يمعن قتلًا وتخريبًا في هذه الديار المقدسة، وخصوصًا ما حصل في غزة أمام أعين العالم كله، ورغم كلّ هذه الجرائم التي نالتنا جميعًا، كُنّا مشغولين ببعضنا البعض، والعدو يفعل ما يريد، ونحن كنا غطاءً لما خُطّط له، ويشمل التهديد الآن الضفة الغربية وتهديد الأردن ومصر، وطرد الفلسطينيين من أرضهم وتوزيعهم على سائر البلدان العربية، ليكون عاملًا آخر في التفتيت وفي الفتن داخل هذه البلدان".

وتابع الشيخ الخطيب: "الحمد لله، إخواني من العلماء هم من الناس الواعين الذين وقفوا في وجه الفتنة، وخصوصًا في البقاع الذي لم يحصل فيه حادثة من هذا القبيل، والعقلاء أيضًا من أهلنا، سواءً في البقاع الأوسط أو في البقاع الغربي أو في البقاع الشمالي، أو في أي مكان من هذه الأماكن حافظنا على وحدتنا".

وأردف: "هناك إشكالية تاريخية تُطرح دائمًا بين السنة والشيعة، وهي مُفتعلة وليست حقيقية، فالمذاهب نعمة، ونحن مذاهب في داخل أمّة واحدة، وهي أمّة الإسلام، ونحن أمّة واحدة ومن يُنكر هذا فهو يُنكر ضرورة من ضرورات الدين، وهو يكفُر لأنّ من أنكر ضرورة من ضرورات الدين فهو كافر"، موضّحًا أنّ "من يقول أنّ السنة ليسوا مسلمين هو كافر، ومن يقول أنّ الشيعة ليسوا مسلمين هو كافر، نحن جميعًا مذاهب داخل أمّة واحدة، ولا دخل للمذاهب في موضوع الاجتماع السياسي، وهذا ما نؤمن به".

وأضاف: "في الاجتماع السياسي نحن أمّة واحدة، وفي الموضوع الإيماني العقائدي الخاص هذا إيمان بين الموضوع الإسلامي وبين ربّه سبحانه وتعالى، أمّا أن نوزع هذا الموضوع ونُدخله في موضوع وحدة الأمّة وتعدّدها فهذا ليس صحيحًا، فنحن أمة واحدة، ووجودنا إمّا أن نوجد سويّة أو أن ننتهي جميعًا، وليس هناك خوف من السنة على الشيعة، نحن لم نخف ولم نعتبر أنفسنا يومًا من الأيام أننا أقليّة كما يُطرح في لبنان، أنّ لبنان مجموعة أقليّات، نحن لسنا أقليّة"، داعيًا "الجميع، بمن فيهم إخواننا المسيحيين، ألّا يعتبروا وألّا يأخذوا بهذه القاعدة، التي هي قاعدة أو هي مقولة أوروبية استعمارية".

وقال: "نحن مأمورون بالحفاظ على بعضنا بعض، ومسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى أن نُعطي الصورة عن وحدة المسلمين للعالم العربي والعالم الإسلامي، وأن نكون نحن الجهة والقوّة والنموذج الذي ترى فيه البلدان العربية والإسلامية نموذجًا للحياة"، مؤكدًا أنّه "ليس لدينا مشروع خاص وسياسي، فقد كان مشروعنا ومشكلتنا هي موضوع المقاومة للعدو "الإسرائيلي"، ونحن لا نرى أنّ هناك مشكلة فلسطينية ولا مشكلة سورية ولا مشكلة لبنانية، فهناك مشكلة أمّة".

وقال: "يجب علينا جميعًا أن نكون على قدر هذا الحمل، وأن نُعطي النموذج الذي يرى المسلمين جميعًا في العالم العربي وفي العالم الإسلامي"، مشددًا على أنّ "الموضوع المذهبي موضوع خطير جدًّا جرّبناه جميعًا، ليست هناك مصلحة دنيوية وليست هناك مصلحة أخروية، هذا ليس دينًا، والتّعاطي في لبنان حوّل الدين إلى قبائل، ونحن لسنا قبائل". 

وختم الشيخ الخطيب قائلًا: "أنا أشكر الله سبحانه وتعالى على هذا اللقاء، وأسأل الله سبحانه وتعالى لهذه الأمّة قريبًا عاجلًا، الخروج من هذا الوضع، والهدوء والاستقرار في سورية، لأنّ ما يحصل فيها يلطّخ وجوهنا جميعًا، ويجب أن يقف هذا الأمر في سورية، وتقسيمها هو الذي ربّما يُراد من الأحداث التي حصلت، وهذا يضرّ بنا جميعًا، ولم تكن تداعياته في سورية فقط، بل لا سمح الله إذا تطوّر هذا الوضع سيضرّ بشرّه إلى المنطقة كلها. وعلى الصعيد اللبناني، نحن الحمد لله الآن، بعد إنجاز انتخاب فخامة رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة وسير الأمور بانتظام في التعيينات، نسأل الله أن تكمل على أحسن ما يرام، وأن يُؤتى بالكفاءات لخدمة الشعب اللبناني".

الشيخ علي الخطيبشهر رمضان

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة